في مثل هذا اليوم من محرّم الحرام... موقع فتوى الدفاع يستذكر شهيد الفتى الذي جسّد القاسم في حياته واستشهاده
2025/06/29
في الثالث من محرّم الحرام، تستعيد الذاكرة بطلاً من أبطال الفتوى المباركة، الفتى الشهيد مثنّى قاسم عبد الكاظم الكلابي، ابن محافظة واسط، الذي استشهد عام 2015م، في قاطع بيجي بمحافظة صلاح الدين، بعد أن قدّم مثالًا حيّاً في التضحية والإيمان.
وُلد مثنّى في ليلة النصف من شعبان عام 1998 لعائلةٍ حسينية الولاء، وترعرع على حب أهل البيت (عليهم السلام)، وكان يحاكي في سلوكه وشجاعته القاسم بن الحسن (عليه السلام). ومع انطلاق فتوى الدفاع الكفائي، لم يتردّد، رغم صغر سنّه، في الالتحاق بساحات الجهاد، متوجّهًا إلى قاطع الصويرة، حيث التحق بصفوف المتطوعين.
ورغم محاولة قادته إبعاده عن الخطوط الأمامية وتكليفه بمهام لوجستية، رفض ذلك بشجاعة قائلاً: "جئتُ مقاتلاً لا عاملاً". أُعطي قاذفة، فأتقن استخدامها، وأثبت في جبهات القتال شجاعة تفوق سنّه، وإيمانًا لا يلين.
استشهد مثنّى في الشهر العاشر من عام 2015، خلال معركة تحرير محافظة صلاح الدين، بعد إصابات عدّة تلقاها وهو يقاتل جنبًا إلى جنب مع رفاقه. وقد روى من عايش لحظاته الأخيرة أنه ارتقى والابتسامة تملأ وجهه، كأنّ روحه كانت على موعدٍ مع الجنان.
وفي مكالمة هاتفية سبقت استشهاده بيوم، طلبت منه والدته أن يعود ليشارك في "تشابيه" واقعة الطف، كما اعتاد أن يُمثّل دور القاسم، فأجابها:
"لا يابا، ما أگدر أعوف الجبهة، أصلاً القاسم والإمام الحسين ويانة بكل معركة ندخلها!"
وهكذا، لم يكتفِ مثنّى بتجسيد دور القاسم في مسرح المواكب، بل عاشه في ساحات الوغى، حتى ارتقى شهيدًا، ليُخلّد اسمه في سجلّ المجاهدين الأوفياء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.