الاخبار
في مثل هذا اليوم من محرم الحرام.. استشهاد الشيخ مازن الحميداوي في ميادين العزّة
2025/07/02
في السابع من شهر محرّم الحرام، تعود بنا الذاكرة إلى سيرة رجلٍ حمل قلبًا نابضًا بالإيمان، وقلمًا يخطّ الحكمة، ولسانًا يلهج بنصرة الحق.. الشيخ الشهيد مازن حمود عبيد الحميداوي، ابن الشامية الوفيّ، الذي استشهد على أرض حقول علاس وهو يقارع الإرهاب ويذود عن الأرض والعقيدة.
وُلد الشيخ الحميداوي عام 1975م في محافظة القادسية، قضاء الشامية، فشبّ على محبة العلم وخدمة الناس. درس الجغرافيا في مرحلته الأكاديمية، ثم ما لبث أن انجذب إلى رياض الحوزة العلمية في النجف الأشرف، حيث نهل من معين كبار العلماء، حتى أصبح أستاذًا ومبلّغًا ذا تأثير وروح أبوية، عُرف بدماثة خلقه وتواضعه، وكان لا يضع اسمه على قصائده الشعرية، تواضعًا وزهدًا في الدنيا.
تميّز الشيخ مازن بحضوره الفاعل بين الشباب، قريبًا من قلوب الناس، راعيًا للأيتام والعوائل المتعففة، لا يدّخر جهدًا في تقديم الخير. وقد كان بحقّ خادمًا مخلصًا لأهل البيت (عليهم السلام)، نذر حياته لله، فجاء يوم الامتحان الكبير.
حين صدحت فتوى الدفاع الكفائي من النجف الأشرف في العام 2014، لم يتردد لحظة في تلبية النداء، وكان من أوائل الملتحقين بجبهات القتال ضد عصابات داعش الإرهابية. برز في ميادين الجهاد كقدوة ومُلهم، شجاع في المعارك، حاضر القلب، يسبق الصفوف في المناورة، لا يعرف التراجع، بل كان صوتًا للثبات وروحًا للانتصار.
سُجّل له دور بارز في ملحمة تحرير آمرلي، حيث عبّر عن فرحه قائلًا: "أسعد يوم في حياتي هو تحرير آمرلي". وكأنّ روحه كانت تعرف أنها على موعد قريب مع لقاء الشهداء.
وفي مثل هذا اليوم، السابع من محرم، ارتقى الشيخ مازن شهيدًا في حقول علاس، بعد أن أدّى الأمانة، وسلك درب العظماء، تاركًا سيرةً زكية وأثرًا خالدًا في قلوب مَن عرفوه، وحُشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
صور من الخبر