كفوف العطاء... المرجعية العليا تواصل رعايتها الأبوية لعوائل الشهداء في بغداد
2025/07/02
في إطار العناية الأبوية والرعاية المستمرة التي توليها المرجعية الدينية العليا لعوائل الشهداء الذين لبّوا نداء الفتوى المباركة دفاعاً عن الأرض والعِرض والمقدّسات، واصلت لجنة رعاية عوائل الشهداء التابعة لمكتب المرجعية العليا في النجف الأشرف، زياراتها الميدانية إلى مناطق العاصمة بغداد، لتؤكد أن يد العطاء لم ولن تُسحب عن ذوي التضحيات.
ففي جولة إنسانية حملت في طيّاتها الوفاء والعرفان، زار وفد اللجنة (٣٤) عائلة شهيد في مناطق الحرية الأولى والثانية، الشعب، حي البنوك، والزعفرانية، من عوائل أبطال الجيش والشرطة والمتطوعين فتوى الدفاع الكفائي الغيارى، الذين رسموا بدمائهم خارطة النصر على الإرهاب (داعش)، وكان اللقاء معهم مفعماً بمشاعر الفخر والصبر والتسليم لقضاء الله.
وفي إحدى المحطات المؤثرة، تحدثت والدة الشهيد السعيد حامد جاسب طريح السراجي قائلة:
"لقد صادفت وجبة نزوله زيارة الأربعين للإمام الحسين (ع)، لكنه رفض النزول كي لا يؤثر على العدد الموجود من المقاتلين، وفضّل البقاء في ساحة المعركة، ونال شرف الشهادة في تلك الأيام.
رغم أنه كان خاطباً وينوي الزواج، إلا أنه جعل الدفاع عن الأرض والعرض فوق كل شيء.
ونحن نحمد الله أن شرفنا بهذه الشهادة".
أما والد الشهيد السعيد حسين هادي عبد الكريم الخزعلي فقد بدأ حديثه قائلاً:
"الحمد لله على نعمة المرجعية، نشكر الله على هذه النعمة ونسأل أن يديم بركاتها علينا
. لولاها لما عرفنا إلى أين سيكون مصيرنا.
نحن فخورون بهذه الزيارة، ونشكر سماحة السيد المرجع علي السيستاني (دام ظله) على رعايته المستمرة".
وفي مشهد آخر من مشاهد التضحية، قال والد الشهيد السعيد الملازم أول زيد قاسم ولي الحسيني:
"قلت له قبل الفتوى أن يترك الدوام، فحالتي المادية جيدة وأستطيع أن أوفر له مشروعاً للعمل، لكنه أجابني بعد صدور الفتوى: (أبي، لو أعطيتني أموال الدنيا لن أترك الدوام)، وعرفت حينها أنه قرر أن يكون في الصفوف الأمامية.
تمنيت أن أكون أنا معه، واليوم أقولها بصدق: لولا تضحيات أبنائنا لضاع الوطن وما فيه، ونشكر سماحة السيد المرجع ونسأل الله أن يديمه خيمةً فوق رؤوسنا".
هذه الزيارات التي لا تنقطع، تؤكد عمق العلاقة التي نسجتها المرجعية العليا مع عوائل الشهداء، والتي لم تكتفِ بإطلاق الفتوى المباركة، بل ظلّت تتابع وتساند وتحتضن وتكرم أصحاب الدماء الطاهرة ممن سطّروا ملاحم البطولة، ليبقى العراق عزيزاً شامخاً.
___________________________________________________
المصدر: موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، جهود الحوزة العلمية في النجف الأشرف 2 لجنة رعاية عوائل الشهداء، الجزء 16، ص43-ص44.