كفوف العطاء
في ذروة المحنة.. "كفوف العطاء" للمرجعية العليا تواسي جراح العراقيين في بلد الصمود
2025/07/04
تحرير اكرم علي الداوودي

في السادس من كانون الثاني عام 2018، حينما ساد الصمت مؤسسات الإغاثة وتقطّعت السبل بعوائل الشهداء والجرحى، امتدت يد المرجعية الدينية العليا كفاً حانية تمسح الألم وتغرس الأمل في قلوب المفجوعين، مؤكدة أن صوت النجف لا يغيب عن ميادين العطاء.

ففي موقف إنساني رفيع، زارت لجنة الإغاثة التابعة لمكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) مدينة بلد بمحافظة صلاح الدين، المدينة التي عُرفت بثباتها وصمودها بوجه الإرهاب، وذلك لتفقد عوائل الشهداء والجرحى الذين سقطوا ضحية اعتداءٍ إرهابي جبان نفذته مجموعة من الانتحاريين استهدفوا مقهىً شعبياً كان يؤوي ثلة من شباب المدينة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة قرابة (45) مواطناً.

وقام وفد اللجنة بزيارة منازل الشهداء لتقديم التعازي والمنح المالية لعوائلهم، كما زاروا الجرحى الراقدين في مشفى المدينة، ناقلين لهم دعاء وتوصيات سماحة السيد السيستاني، وداعين لهم بالشفاء العاجل. وقد عبّر أهالي الضحايا عن ثباتهم رغم حجم الفاجعة، مؤكدين أن تضحياتهم هي فداء لتراب الوطن، مستلهمين في صبرهم سيرة أهل البيت (عليهم السلام).

وبيّن أعضاء الوفد أن هذه الجريمة البشعة جاءت في سياق محاولات خبيثة لزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، مشددين على أن المرجعية العليا تؤكد على ضرورة الوحدة والتلاحم ونبذ التفرقة بين العراقيين، على اختلاف طوائفهم ومكوناتهم، وأن العيش المشترك هو صمّام الأمان لمستقبل العراق.

واختتم الأهالي لقاءهم بكلمات امتنان لهذه المبادرة المباركة، مؤكدين: "لا خوف على العراق ما دام فيه رجلٌ اسمه السيد السيستاني".

__________________________________________________________________________
المصدر : موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، الجزء 17، المجلد 3، جهود الحوزة العلمية في النجف الأشرف - لجنة اغاثة النازحين، ص55.
صور من الخبر