لجنة إغاثة النازحين التابعة لمكتب المرجعية العليا تحطّ رحالها في الموصل لتوزيع المساعدات على أكثر من 1500 عائلة
2025/07/17
في مشهد إنساني يعكس عمق التلاحم الوطني وتوجيهات المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، زارت لجنة إغاثة النازحين التابعة لمكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) محافظة الموصل، عام 2017 لتواصل مسيرتها المباركة في تضميد جراح العراق، الذي نزف طويلاً نتيجة الخيانة والمؤامرات التي استهدفته.
وتوقفت القافلة في قضاء مخمور، بعد تحرير عدد من القرى جنوب الموصل من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، حيث تم توزيع المساعدات الإنسانية على أكثر من (1500) عائلة نازحة، تضمنت سلالًا غذائية، وحليب أطفال، وأدوية، وأغطية، وملابس، إضافة إلى مِنَح مالية خُصصت للعوائل الأكثر تضرراً ومعاناة.
العوائل المستفيدة عبّرت عن شكرها وامتنانها الكبيرين لهذه المبادرة الكريمة، التي جاءت في وقت الحاجة والضيق، مؤكدين أن “السيد السيستاني هو عنوان لقول النبي (صلى الله عليه وآله): ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
ولم تخلُ زيارة اللجنة من التحديات الأمنية، فقد تعرّض القضاء في وقت سابق لسلسلة من الهجمات الإرهابية بسيارات مفخخة وانتحاريين وقذائف هاون، استهدفت مخيمات النازحين ومراكز الشرطة، مما اضطر الجهات الأمنية إلى نقل النازحين إلى مخيم ديبه كة قرب محافظة أربيل، حيث يتقاسم النازحون من محافظات صلاح الدين والأنبار المعاناة في ظروف إنسانية صعبة.
رغم كل هذه الصعوبات، أصرّت لجنة الإغاثة على مواصلة مهمتها الإنسانية، حاملة معها رسالة المرجعية العليا في نشر قيم السلام والتعايش والمحبة بين أطياف المجتمع العراقي، ومؤكدة التزامها بمواصلة الوقوف إلى جانب الفئات المنكوبة والمتضررة حتى تعود الحياة إلى مجراها الطبيعي.
وتأتي هذه الجهود ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا منذ انطلاق فتوى الدفاع الكفائي، والتي لم تقتصر على دعم المقاتلين في ساحات المواجهة، بل امتدت لتشمل كل من وقع عليهم الضرر من المدنيين، في صورة ناصعة للرحمة والرعاية الأبوية الحانية.