مؤسسة الوافي تبيّن آلية عملها التوثيقي لتاريخ العراق الحديث
2025/07/17
تسعى العتبة العباسية المقدسة متمثلة بمؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات إلى ترسيخ مشروع وطني طموح، يُعنى بصون الذاكرة العراقية وتوثيق تحوّلاتها الكبرى منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة بعد ثورة العشرين وحتى اليوم.
ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية استراتيجية شاملة من قبل العتبة المقدسة تهدف إلى حفظ الإرث التاريخي للعراق المعاصر بجوانبه السياسية والاجتماعية والثقافية، عبر منهجية علمية دقيقة تعتمد على أرشفة الأحداث وصياغة الرواية الوطنية بأسلوب احترافي.
ومنذ تأسيسها، تواصل مؤسسة الوافي في العتبة المقدسة جهودها المعرفية بوصفها واحدة من أبرز المبادرات التوثيقية الرائدة في العراق، واضعة نصب عينيها مهمة تسجيل المحطات المفصلية التي شكّلت ملامح الهوية العراقية، بما يضمن حمايتها من النسيان وتقديمها للأجيال القادمة بكل مصداقية ووضوح.
وقال معاون رئيس مؤسسة الوافي، السيد بدر فياض العلي: إنّ" مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات في العتبة العباسية المقدسة، تعتمد آلية عمل دقيقة ومتكاملة تنقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية، تبدأ بجمع المعلومات من مصادر متنوعة تشمل الوثائق، والشهادات الشفوية، والمصادر الإعلامية، ثم تمر بمرحلة التحرير والتدقيق التاريخي، وصولًا إلى المرحلة الثالثة التي تتعلق بالإخراج الفني، والتي تشمل التصميم، التصوير، المونتاج والطباعة".
وأضاف:" كل مرحلة من المراحل تتم وفق معايير أكاديمية ومهنية دقيقة؛ لضمان جودة المنتج التوثيقي".
وتابع:" مؤسسة الوافي تتضمن من خمسة مراكز متخصصة اذ تعمل بتناغم؛ لضمان شمولية العمل ودقته، منها مركز الدعم المعلوماتي، ومركز الرصد والتحليل، ومركز التوثيق، ومركز الدراسات، ومركز الدعم الفني، مؤكدً أن كل مركز يؤدي وظيفة أساسية في سلسلة إنتاج المادة التوثيقية، من جمع البيانات إلى إنتاج الوثائق والأفلام والكتب".
وواصل:" ملاكات المؤسسة لا يقتصر مهامها على الجانب السياسي فقط من تاريخ العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة بعد ثورة العشرين، بل يمتد إلى الجوانب الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والفكري والديني، وغيرها".
وبين: أن" المؤسسة هدفها بناء رواية وطنية متكاملة، تراعي التنوع والاختلاف، وتعتمد على مصادر موثوقة وشهادات من صميم الواقع العراقي، ما يجعلها مرجعًا رصينًا للباحثين والمؤرخين وصناع القرار".
وأوضح:" مؤسسة الوافي أبرز ما يميزها هو استخدامها للتقنيات الحديثة في أرشفة وتوثيق المواد، مثل منصات الإدارة الرقمية للوثائق، وبرمجيات التصنيف والتحليل، وتقنيات المونتاج الاحترافي، بالإضافة إلى أدوات الذكاء الاصطناعي في فرز النصوص وتحليل المحتوى، وفضلاً عن مشاركتها في معارض ومؤتمرات محلية ودولية لعرض تجاربها ونشر نتاجاتها".
واكد: أن" مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات في العتبة العباسية المقدسة تُعرف اليوم بأنها إحدى الجهات القليلة في العراق التي تنتهج خطًا توثيقيًا مستقلًا لتوثيق تاريخ العراق على جميع الأصعدة والمجالات وحقبها، وما أضفى على أعمالها مصداقية عالية، وأتاح لها حرية الحركة والوصول إلى مصادر متعددة".
وذكر:" مشروع مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات لا يمكن النظر إليه إلا بوصفه مشروعًا وطنيًا بامتياز، يتجاوز حدود التوثيق إلى بناء ذاكرة جمعية تحفظ للعراق اسمه وتاريخه ومكانته، بإشراف مباشر من قبل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، التي طالما جسّدت في مشاريعها حرصًا حقيقيًا على الوطن ومصالحه الثقافية والحضارية".