لم تقتصر جهود المرجعية الدينية العليا للسيد السيستاني (دام ظله) في سنوات الحرب ضد عصابات "داعش" الإرهابية على ميادين القتال ودعم المقاتلين في الجبهات، بل امتدت إلى جانب إنساني عظيم تمثّل في رعاية عوائل الشهداء الذين قدّموا أرواحهم فداءً للعراق وشعبه ومقدساته.
ففي إطار هذا النهج، قامت لجنة رعاية عوائل الشهداء التابعة لمكتب المرجعية العليا في النجف الأشرف، وبرفقتها مندوبو مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، بجولات ميدانية إلى عوائل الشهداء من منتسبي القوات الأمنية في الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي، حيث اطمأنّت على أوضاعهم الصحية والمعيشية، ونقلت إليهم سلام ودعاء ومواساة المرجع الأعلى، مؤكدةً توصياته بأن تنال هذه العوائل عيشاً كريماً يليق بتضحياتها.
وقد شملت إحدى تلك الجولات زيارة (19) عائلة كريمة في مناطق مدينة الصدر، وناحية الرشيد، واليوسفية ببغداد، اذ استقبلت العوائل الوفد المرجعي بحفاوة كبيرة، معبّرة عن اعتزازها بهذه اللفتة الأبوية التي منحتها عزماً وصبراً.
وفي كلمة مؤثرة، قال والد الشهيد السعيد علي حيدر العيبي السوداني: "فتوى السيد المرجع المباركة هي التي حققت النصر ورفعت عزيمة المقاتلين، وأبناؤنا فداء للإمام الحسين (عليه السلام)".
أما والد الشهيد السعيد حسين علو عطه العبيدي فقد أكد قائلاً: "هذه الزيارة أعادت الشهيد للحياة بين أهله، وزادتنا شرفاً وافتخاراً".
وهكذا ظلّت المرجعية العليا بكفوف عطائها تسطر موقفاً تاريخياً يُجسّد الوفاء للشهداء وذويهم، مؤكدة أن تضحياتهم ستبقى حيّة في ضمير الأمة ما دامت تستلهم قيم التضحية والفداء.

_________________________________________________________

المصدر : موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، الجزء 16، ص 52.