في أيام الحرب على عصابات داعش الإرهابية، ومع انطلاق فتوى الدفاع الكفائي المباركة، كانت لجنة رعاية عوائل الشهداء التابعة لمكتب المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف تجوب المدن والأحياء لتتفقد ذوي الشهداء وتشاركهم الصبر والفخر.
ومن تلك الجولات التي نستذكرها اليوم، قيام اللجنة بزيارة (20) عائلة من ذوي الشهداء في منطقتي شارع فلسطين وحي الرسالة ببغداد، برفقة مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، لإيصال سلام ودعاء ومواساة سماحة السيد المرجع (دام ظله الوارف)، والاطلاع على أوضاعهم الصحية والمعيشية، وتلبية ما يحتاجون إليه من ضرورات.
لقد امتلأت اللقاءات آنذاك بعبارات التضحية والإيمان، حيث قال والد الشهيد مصطفى عبد الكريم جاسم السوداني: "لقد لبّى ولدي نداء المرجعية وشارك في جميع المعارك وكان يتمنى الشهادة، والحمد لله نالها، فيما أخوه الآخر واصل طريقه بالانتساب إلى الحشد الشعبي".
كما تحدث والد الشهيد علي محمد جودة البيضاني الذي فقد ولداً آخر على يد الإرهاب قائلاً: "كان ابني يصر على المشاركة رغم رفض مسؤوليه لكونه أخاً لشهيد، لكنه رأى في فتوى المرجعية واجباً مقدساً حتى نال شرف الشهادة".
أما والدة الشهيدين عمار ويحيى محمد ناصر النجفي، التي فقدت زوجها أيضاً شهيداً في زمن الطاغية، فقد عبّرت بقولها: "الحمد لله على ما كتب لنا، نصبر بصبر مولاتنا زينب (عليها السلام)، وندعو الله أن يحفظ مرجعيتنا الدينية".
واليوم، إذ نستعيد هذه المشاهد المضيئة، فإنها تظل شاهداً على تلاحم المرجعية العليا مع أبناء العراق وتضحيات الشهداء الذين صنعوا بدمائهم صفحة النصر والكرامة.

_______________________________________________________________________
*المصدر : موسوعة فتوى الدفاع، الجزء16، ص55.