من ذاكرة فتوى الدفاع الكفائي المباركة.. مقاتل من الحشد الشعبي يقدّم درساً خالداً في الأمانة عام 2015
2025/09/08
من صفحات العزّة والشرف التي كتبتها فتوى الدفاع الكفائي المباركة، يسطع موقف إنساني خالد سجّله أحد أبطال الحشد الشعبي في الخامس من 5 - 5 -2015، حين أعاد مبلغاً مالياً ومجوهرات عثر عليها أثناء المعارك في مدينة تكريت إلى أصحابها، عبر محضر رسمي وبحضور الجهات المعنية.
المقاتل علي عطشان الخفاجي من أهالي كربلاء المقدسة، أوضح أنه وأثناء عمليات تطهير المنازل من العبوات الناسفة والبيوت المفخخة في تكريت، عثر على مبلغ قدره 7100 دولار أمريكي إضافة إلى بعض المجوهرات.
وقال: "بحثت عن رقم هاتف صاحب الدار للتواصل معه، وبعد يوم واحد تمكنت من الاتصال به وعرفته بنفسي، مؤكداً له أن الأموال والمجوهرات أمانة في عنقي حتى أعيدها إليه في أقرب وقت ممكن".
وأضاف الخفاجي أنه وبعد عودته إلى كربلاء، تم تحديد مركز ناحية الحر مكاناً لتسليم المبلغ والمجوهرات، حيث جرت المراسيم صباح يوم الثلاثاء 5 أيار 2015 بحضور مدير الناحية وتوثيق محضر رسمي.
من جانبه، أكد المواطن ثائر الجبوري من أهالي تكريت وصاحب الدار، أنه تلقى اتصالاً من رقم مجهول عرف بنفسه كمقاتل من الحشد الشعبي. وقال: "في البداية لم أصدق، لكن حين علمت أنه من أبناء كربلاء شعرت بالاطمئنان، وتم الاتفاق على تسلّم المبلغ رسمياً. إن هذا الموقف دليل ساطع على نقاء نوايا أبناء الحشد الشعبي، الذين دافعوا عن أرضنا وحفظوا الأمانة".
الجبوري ثمّن دور المقاتلين وأهالي كربلاء قائلاً:"أوجه رسالة إلى من يحاولون تشويه صورة الحشد الشعبي عبر الإعلام المغرض: هؤلاء الأبطال لم يكتفوا بتحرير أرضنا من الإرهاب، بل أعادوا الأمانات إلى أهلها، وأثبتوا أن الدم العراقي واحد، ولن تفرقنا الأيادي الطائفية".
ويُعد هذا الموقف واحداً من أبرز الشواهد التي جسدت قيم الأمانة، التضحية، والالتزام الأخلاقي التي تحلى بها مجاهدو فتوى الدفاع الكفائي، مؤكداً أن معركة العراق ضد الإرهاب لم تكن سلاحاً فحسب، بل دروساً إنسانية وأخلاقية خالدة أبهرت العالم.
وفي هذا السياق، يواصل موقع فتوى الدفاع الكفائي استذكار هذه المواقف البطولية والإنسانية، ليبقى شاهداً على تضحيات المجاهدين ومواقفهم النبيلة، ولتصل رسالتهم إلى الأجيال القادمة بوصفهم حماة الوطن وحافظي الأمانة.