مع حلول شهر التضحية والفداء محرم الحرام، يستذكر موقع فتوى الدفاع الكفائي المواقف المشرقة التي سطّرتها لجنة رعاية عوائل الشهداء التابعة لمكتب المرجعية العليا في النجف الأشرف، والتي كانت – برفقة مندوبي مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية – تقوم بجولات ميدانية لزيارة عوائل الشهداء الأبرار الذين لبّوا نداء المرجعية وضحوا بأرواحهم دفاعًا عن العراق ومقدساته.
وحملت هذه الزيارات آنذاك سلامًا ومواساة ودعاءً من سماحة السيد المرجع الأعلى (دام ظله) إلى تلك العوائل المضحية، مع الاطلاع على شؤونها المعيشية وأوضاعها الصحية، وتوفير ما أمكن من احتياجاتها الضرورية، لتجسّد بذلك عمق الرعاية التي توليها المرجعية العليا لأسر الشهداء.
وقد شملت إحدى الجولات مناطق بسماية والغزالية في بغداد، حيث تمت زيارة (19) عائلة من أسر الشهداء من أبناء قواتنا الأمنية والحشد الشعبي الغيارى.
وفي شهادة مؤثرة، قال والد الشهيد السعيد المجاهد وليد خالد حسين العظيمي: "حين صدرت فتوى المرجعية المباركة التحقنا أنا وأبنائي للدفاع عن أرض الوطن والمقدسات، والحمد لله الذي شرفنا بنيل وسام الشهادة".
أما والدة الشهيد الشاب المجاهد حسين علي نهير العقيلي، الذي لم يكمل ربيعه التاسع عشر، فقد روت بفخر ممزوج بالحزن: "حين صدرت فتوى المرجعية سارع ولدي إلى التطوع في الحشد الشعبي، وكان يعد ذلك اليوم عيدًا وعرسًا له. كان يردد دومًا: أتمنى الشهادة لأكون مع الإمام الحسين وكأنني من خدام أبي عبد الله. وأنا فخورة جدًا باستشهاد ولدي، فقد سجلت اسمي عند مولاتي الزهراء أماً لشهيد، وواسيـتها بمصابها بولدها الإمام الحسين (عليه السلام). لقد رفع رأسي عاليًا".
ويؤكد موقع فتوى الدفاع الكفائي أن تلك الزيارات جسدت أسمى صور الوفاء، وكانت امتدادًا لخط المرجعية العليا في احتضان ذوي الشهداء وتكريم تضحياتهم، لتبقى دماؤهم الطاهرة منارات مضيئة في تاريخ العراق الحديث.