من كفوف العطاء.. لجنة رعاية عوائل الشهداء تواسي أسر الأبطال وتنقل سلام المرجعية العليا في بغداد
2025/10/09
من أيام فتوى الدفاع الكفائي التي سطّرت صور العطاء والوفاء، نستعيد مشهداً إنسانياً خالداً حين خرجت لجنة رعاية عوائل الشهداء التابعة لمكتب المرجعية العليا في جولة تفقدية إلى مناطق شارع فلسطين وحي الرسالة في العاصمة بغداد، لتواسي (20) عائلة من ذوي الشهداء الأبرار من منتسبي قواتنا الأمنية والحشد الشعبي، وتنقل إليهم سلام ودعاء سماحة السيد المرجع (دام ظلّه)، وتطّلع على أوضاعهم الصحية والمعيشية، برفقة مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية.
لم تكن تلك الزيارة مجرّد واجبٍ اجتماعي، بل كانت رسالة وفاء من المرجعية العليا إلى من قدّموا فلذات أكبادهم دفاعاً عن الدين والوطن، فامتلأت اللقاءات بعبق الإيمان والفخر والتسليم لأمر الله.
فمن حديث والد الشهيد (مصطفى عبد الكريم جاسم السوداني)، الذي روى بحزنٍ ممزوج بالعزّة قائلاً:
"لقد لبّى الشهيد نداء المرجعية وشارك في جميع المعارك، وكنت أقول له: يا بني هذا فخر الدنيا والآخرة، فكان يجيبني أنه يتمنى الشهادة، والحمد لله الذي أكرمنا بهذا الشرف، وها هو أخوه الآخر الآن منتسب في الحشد الشعبي، ووالدتهم تقول لي: هذه فرصة لا تُعوَّض للدفاع عن الأرض والعرض".
وعبّر والد الشهيد (علي محمد جودة البيضاني)، الذي فقد ابناً آخر كان منتسباً في الشرطة واغتالته يد الإرهاب، عن فخره قائلاً:
"كان الشهيد عليّ يريد الالتحاق بجبهات القتال رغم رفض مسؤوليه لأنه أخٌ لشهيد، لكنه أصرّ قائلاً: هذه فتوى المرجعية ويجب أن أكون بين المقاتلين، فنال ما أراد وارتقى شهيداً تحت راية الفتوى المباركة".
أما والدة الشهيدين (عمار ويحيى محمد ناصر النجفي)، التي فقدت أيضاً زوجها شهيداً أعدمه النظام البائد، فقد وقفت شامخةً تقول:
"الحمد لله على ما كتب لنا، نصبر بصبر مولاتنا زينب عليها السلام، ونسأل الله أن يحفظ مرجعيتنا الدينية، فهي عزاؤنا وسندنا".
لقد جسّدت تلك الزيارات موقفاً إنسانياً سامياً عبّر عن عمق تلاحم المرجعية العليا مع أبناء العراق، وتأكيدها المستمر بأن أسر الشهداء أمانة في أعناق الأمة، وأنّ رعاية هذه العوائل الطيبة ستبقى من كفوف العطاء التي تمتدّ باسم المرجعية وفاءً لتضحيات الأبطال الذين حفظوا بدمائهم أمن العراق وكرامته.
_______________________________________________________
المصدر: موسوعة فتوى الدفاع، الجزء 16، ص55.