كفوف العطاء.. موقع فتوى الدفاع الكفائي يستذكر لجان المرجعية العليا تواصل رعاية عوائل الشهداء في بغداد
2025/11/26
يستذكر موقع فتوى الدفاع الكفائي مواقف كفوف العطاء للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، التي لم تقتصر على الإسناد المعنوي والديني للمجاهدين فحسب، بل تجسدت عملاً ميدانياً منظماً عبر تشكيل لجان متعددة تولّت متابعة شؤون المتطوعين وعوائل الشهداء والجرحى منذ الأيام الأولى للفتوى المباركة.
ومع حلول شهر محرم الحرام، شهر التضحية والفداء، واصلت لجنة رعاية عوائل الشهداء التابعة لمكتب المرجعية العليا، بالتعاون مع مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، جولاتها الميدانية في مناطق بسماية والغزالية التابعة لمحافظة بغداد، حيث شملت الزيارات تسع عشرة عائلة من عوائل الشهداء الأبرار الذين لبّوا نداء المرجعية ودافعوا عن عراق المقدسات من منتسبي قواتنا الأمنية الباسلة بصنوفها كافة، والمتطوعين الغيارى في الحشد الشعبي.
وحمل الوفد في زيارته سلام ومواساة ودعاء سماحة السيد المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه)، مطّلعاً على أحوال العوائل المعيشية والصحية، ومساهماً في توفير احتياجاتهم الضرورية وتذليل ما يعترض حياتهم اليومية من صعوبات، وفاءً لتضحياتهم وصبراً على فراق أحبّتهم الذين جادوا بأنفسهم في سبيل حفظ الوطن والمقدسات.
وفي مشهدٍ مؤثرٍ من الزيارة، قال والد الشهيد المجاهد وليد خالد حسين العظيمي: "حين صدرت فتوى المرجعية المباركة، التحقتُ أنا وأبنائي للدفاع عن أرض الوطن والمقدسات، والحمد لله الذي شرّفنا بالشهادة، فهي وسام فخرٍ نحمله ما حيينا."
أما والدة الشهيد الشاب حسين علي نهير العقيلي، الذي لم يكمل ربيعه التاسع عشر، فقد تحدّثت ودموع العز والفخر تسبق كلماتها قائلةً: "حين صدرت فتوى المرجعية، سارع ولدي إلى التطوع في الحشد الشعبي، وكان يعتبر هذا اليوم عيداً وعرساً له. كان دائماً يقول: (أتمنى الشهادة لأكون مع الإمام الحسين)، وكأنه من خدام أبي عبد الله عليه السلام. وأنا فخورة جداً باستشهاده، فقد رفَع رأسي عالياً، وسجّلت اسمي عند مولاتي الزهراء أماً لشهيد، وواسيْتُها بمصابها بولدها الإمام الحسين عليه السلام."
وتأتي هذه الزيارات ضمن نهجٍ ثابتٍ اتّبعته المرجعية العليا في رعاية عوائل الشهداء والمضحّين، وفاءً لدماءٍ زكّت أرض العراق، وتأكيداً على أن فتوى الدفاع الكفائي لم تكن حدثاً عابراً، بل مشروع حياةٍ وإيمانٍ ووفاءٍ مستمر، تُترجمه أعمال اللجان الإنسانية والرعوية التي أطلقتها المرجعية منذ عام 2014 وحتى اليوم، في مختلف المحافظات العراقية.
______________________________
المصدر موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، الجزء 16