في سجلّ المواقف الإنسانية الخالدة، نستذكر اليوم واحدة من مبادرات كفوف العطاء التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، تجسيدًا لنهجها الأبوي في رعاية عوائل الشهداء وتكريم تضحياتهم.
ففي حينها، وبرفقة مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية التابعة لمكتب المرجعية الدينية العليا، نفّذت لجنة بغداد زيارة ميدانية شملت (25) عائلة من عوائل الشهداء في عدد من مناطق العاصمة بغداد، توزّعت بين المدائن، ناحية الوحدة، البلديات، وقضاء الحسينية.

وشهدت الزيارة تقديم التعازي والمواساة لعوائل الشهداء، إلى جانب العمل على توفير متطلبات الحياة الكريمة لهم، فضلًا عن توثيق بطولات أبنائهم الشجعان، لتُسجَّل مواقفهم في صفحات التاريخ شاهدًا خالدًا على ما قدّموه من تضحيات عظيمة دفاعًا عن الوطن والشعب والمقدسات.
من جانبهم، عبّر ذوو الشهداء عن بالغ شكرهم وامتنانهم للرعاية الأبوية التي يوليها سماحة المرجع الديني الأعلى الإمام السيد علي السيستاني (دام ظله) لعوائل الشهداء، مؤكدين أن هذا الاهتمام يمثّل وسام فخر واعتزاز لكل العراقيين.

وفي حديث مؤثّر، قال والد الشهيد السعيد حسام سبع خماس آل شرفه: "لقد لبّينا نداء الإمام الحسين (عليه السلام) حين لبّينا نداء المرجعية، واليوم تبقى المرجعية الدينية صاحبة الفضل على كل العراقيين، ونحن على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات من أجل حفظ أرض الوطن ومقدساته".
وتبقى هذه المبادرات الإنسانية شاهدة على أن المرجعية الدينية العليا لم تكن يومًا بعيدة عن هموم شعبها، بل كانت وما زالت الحاضن الأبوي والداعم الأول لعوائل الشهداء، في مسيرة عنوانها الوفاء والتضحية والعطاء المستمر.
_____________________________________________________________
المصدر: موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، الجزء16، ص60.