كفوف العطاء
كفوف العطاء… المرجعية حاضرة في وجع الشهداء وفخر العوائل
2025/12/25
في كل محطة من محطات العراق العصيبة، كانت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف حاضرة بإنسانيتها ورعايتها، لا تكتفي بالموقف والكلمة، بل تترجم ذلك إلى فعل ميداني يلامس القلوب قبل البيوت.
اليوم نستذكر واحدة من تلك الصفحات المشرقة التي جسدت معنى العطاء والوفاء لتضحيات الشهداء وذويهم.
فبعد انتهاء ملحمة زيارة أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، واصل وفد اللجنة المكلّفة من قبل مكتب المرجعية الدينية العليا لسماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، وبرفقة مندوبي مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية التابعة للمكتب، جولاته الإنسانية لتفقد عوائل الشهداء الكرام من أبطال القوات الأمنية بمختلف صنوفها، ومن الغيارى الذين لبّوا نداء المرجعية في تشكيلات الحشد الشعبي المظفر، صُنّاع النصر الكبير على قوى التكفير والإرهاب.
وشملت الزيارة (38) عائلة من عوائل الشهداء في مناطق حي آور، والمعامل، والبيّاع، ومدينة الصدر، حيث نقل الوفد سلام ودعاء ومواساة سماحة السيد المرجع الأعلى، مؤكدًا حرصه الدائم على أن تكون عوائل الشهداء في أحسن حال، وأن تُوفَّر لهم مستلزمات الحياة الكريمة، تقديرًا لتضحيات أبنائهم الذين قدّموا أرواحهم دفاعًا عن الأرض والعِرض والمقدسات.
واطلع الوفد خلال جولته على الأوضاع الصحية والمعيشية للعوائل، ووقف على احتياجاتهم الضرورية لتوفير اللازم منها، إلى جانب توثيق بطولات الشهداء البررة الذين سطروا بدمائهم صفحات العزة والكرامة.

وفي مشهد مؤثر، قالت والدة الشهيد السعيد مهند عبد الرضا موسى الكريطي:
“قدّمتُ ولدي قربانًا لله سبحانه وتعالى، والكلمات تعجز عن وصف شعوري بهذه الزيارة المباركة، لأنها تمثل ممثل الإمام الحجة (عجّل الله فرجه). ندعو الله أن يديم علينا نعمة المرجعية وبركاتها، وهذه الزيارة زادتنا فخرًا واعتزازًا، ونشكر سماحة السيد المرجع (دام ظله) على رعايته المتواصلة لنا.”
ومن جانبه، استذكر والد الشهيد السعيد الملازم في الجيش العراقي محمد طرهيل كريم الدبي أمنية ولده قائلاً:
“كان يتمنى الشهادة ويردد دائمًا أنه سينالها، والحمد لله الذي رزقه ما كان يتمنى.”

أما والد الشهيد السعيد أحمد جاسب سعدون السوداني، فقد روى قصة تعبّر عن عمق الإيمان بفتوى المرجعية، إذ قال:
“كان ولدي منتسبًا إلى قوات الرد السريع، وحين تدهور الوضع الأمني طلبتُ منه أن يترك الدوام لكونه أبًا لأطفال، فتركه أربعين يومًا. وبعد صدور فتوى المرجعية المباركة التحق مباشرة، ولم أمنعه، لأنها فتوى المرجعية، والحمد لله الذي رزقه الشهادة.”

ولا يتسع المقام لذكر جميع بطولات وشجاعة شهدائنا الأبرار، ولا مواقف ذويهم الكرام الذين أصبحوا مثالًا يُحتذى في الصبر والتضحية والفداء من أجل الوطن والمعتقد.
هنيئًا لهم هذه المنزلة الرفيعة، ﴿وَاللَّهُ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾.

أسماء الشهداء السعداء الذين تشرفت اللجنة بزيارة عوائلهم:

١.اثير فاضل مهدي المالكي ٢.ياسر غازي محمد القيسي ٣.مهند عبدالرضا موسى الكريطي ٤.محمد طرهيل كريم الدبي ٥.رائد عبود جاسم العامري ٦.حسين مناضل جواد القريشي ٧. داود سلمان صالح التميمي ٨.اسامة ادهم ثجيل الدراجي ٩.جهاد عبد الامير نعمة الركابي 1 . علي ستار جبار الشميلاوي ١١. ياسين خضير عباس اللامي ١٢.حيدر هاشم اسماعيل العميري ١٣.احمد رحمة عيسى الفاضلي ١٤.كرار برهان هاشم العقيلي ١٥.احمد موسى علي الزيدي ١٦.عباس خضير حداد الكناني ١٧.فهد حبيب يوسف البنيناوي ١٨.ستار علوان كريم العامري ١٩.حسين محمد مهنا الحسناوي ٢٠.ضرغام هشام زكي الساعدي ٢١.مصطفى علاء محمد النصراوي ٢٢.عباس فاضل حسين العريض ٢٣.حميد عبدالله حميد الوائلي ٢٤.احمد عبد الامير الجناحي ٢٥.سليم مانع مطشر الساعدي ٢٦.وليد عبد الامير الزبيدي ٢٧.عباس كاظم عبدعلي الشمري ٢٨.محمد هاشم محمود العبيدي ٢٩.سجاد كاظم خماس البهادلي ٣٠.احمد جاسب سعدون السوداني ٣١.علي حميد جاسب البطبوطي ٣٢. كرار حميد حسين البهادلي ٣٣.علي غازي حميد الكعبي ٣٤.حسين جريو عبيد المحمداوي ٣٥.علي خماس شغيت الصكري ٣٦.حسين سمير عباس الحمراني ٣٧.سلام علي مريان المالكي ٣٨.فيصل غازي حسن الهاشمي .

هكذا تبقى المرجعية الدينية العليا، كفوفها ممدودة بالعطاء، وذاكرتها عامرة بأسماء الشهداء، حاضرة في كل بيت صبر، وكل قلب قدّم أغلى ما يملك دفاعًا عن العراق.
صور من الخبر