من الذاكرة كفوف العطاء 30 كانون الأول 2018.. العتبة العباسية المقدسة تدعم وتكرّم عوائل الشهداء في محافظة البصرة
2025/12/27
في واحدةٍ من الصفحات المشرقة التي ما زالت حاضرة في الوجدان، تُستذكر مبادرة العتبة العباسية المقدسة في 30/12/2018، حين جسّدت نهج المرجعية الدينية العليا في رعاية عوائل الشهداء والوفاء لتضحياتهم، ضمن مشروع إنساني متواصل عُرف بـ “كفوف العطاء”.
وانطلاقاً من دورها الديني والإنساني، وبوصفها ممثلاً عن المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، وبتوجيه من أمينها العام سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الصافي (دام عزه)، أوفدت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وفداً رسمياً إلى محافظة البصرة الفيحاء؛ لتكريم عوائل الشهداء الذين لبّوا فتوى الدفاع الكفائي وقدموا أرواحهم دفاعاً عن الدين والوطن والمقدسات.
وشملت الزيارة عدداً من أقضية ونواحي المحافظة، كان في مقدمتها قضاء أبي الخصيب، حيث أُقيمت فعالية التكريم في مقر مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية – فرع أبي الخصيب، بحضور معتمدي المرجعية الدينية العليا وشخصيات دينية واجتماعية. كما امتدت الجولة إلى قضاء المدينة، ناحية الشهيد عز الدين سليم، ناحية الهارثة، ومنطقة الخمسة ميل، فضلاً عن زيارة خاصة لعائلة الشهيد فضيلة الشيخ عبد الحسين لازم كاظم الحلفي؛ تقديراً لدوره الجهادي والتعبوي.
وأكد رئيس الوفد فضيلة السيد حمدي الجزائري أن هذه الزيارات تأتي بتوجيه مباشر من المرجعية الدينية العليا، التي ترى أن رعاية عوائل الشهداء مسؤولية أخلاقية وشرعية، مشيراً إلى المكانة العظيمة التي يحظى بها الشهداء وذووهم، وما تمثله هذه المبادرات من دعمٍ معنوي ومادي يخفف عنهم ألم الفقد ويعزز صمودهم.
وتضمّن التكريم تقديم هدايا معنوية من بركات أبي الفضل العباس (عليه السلام)، إلى جانب مبالغ مالية خُصصت لكل عائلة شهيد، وذلك بالتنسيق مع معتمدي المرجعية الدينية العليا في المناطق المشمولة.
من جانبهم، عبّر ذوو الشهداء ومعتمدو المرجعية ورجال الدين عن بالغ شكرهم وامتنانهم لهذه الالتفاتة الكريمة، مؤكدين أن هذه الزيارات تمثل رسالة وفاء وعرفان من المرجعية الدينية والعتبات المقدسة لدماء الشهداء الزكية، وتعزز الثبات والعزيمة في نفوس عوائلهم.
وقد رافق وفد العتبة العباسية المقدسة كادر قناة كربلاء الفضائية، الذي تولّى توثيق هذه الزيارة الإنسانية بمهنية عالية، مسلطاً الضوء على جانبٍ مهم من جهود العتبات المقدسة في رعاية عوائل الشهداء، وهي الجهود التي كثيراً ما تُنجز بعيداً عن الأضواء.
وتبقى هذه المبادرة، بعد سنوات من وقوعها، شاهداً حيّاً على نهج المرجعية الدينية العليا والعتبة العباسية المقدسة في الوفاء للتضحيات، وصون كرامة عوائل الشهداء، وترسيخ قيم العطاء والإنسانية في أصعب المحطات.