الاخبار
العتبة العبّاسية المقدّسة: تضحيات شهداء فتوى الدّفاع المقدّسة جسّدت حقّاً رسالة كرم الإمام الحسن (عليه السلام)
2019/05/21
خلال حفل افتتاح النسخة الثانية عشرة من المهرجان السنويّ المركزيّ لولادة كريم آل البيت(عليه السلام)، الذي انطلقت فعاليّاته يوم أمس في مقام ردّ الشمس للإمام علي(عليه السلام) في محافظة بابل، كانت هناك كلمةٌ للعتبة العبّاسية المقدّسة ألقاها عضو مجلس إدارتها الأستاذ الدكتور عباس رشيد الموسوي، وممّا جاء فيها: "بدءً أنقلُ لكم جميعاً دعواتٍ زاكياتٍ عطرات من صاحبَيْ السماحة المتولّيين الشرعيّين للعتبتَيْن المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، وأنقل لكم غبطتهما لهذه المدينة التي كانت والحظّ على ميعادٍ بين تاريخَيْن مشرّفَيْن، أوّلهما حين حطّت سلطةُ الحقّ علي(عليه السلام) وخطّت خيوط الشمس على ثراها، وثانيهما حين اختارت إرادةُ أهلها أن يُقرن اسم مدينتهم باسم السبط الأوّل فكانت: (الحلّة مدينة الإمام الحسن المجتبى –عليه السلام-)، ولعلّ من بركات ذلك الحلول النورانيّ لأمير المؤمنين أن حملت الحلّة لواء العلم لأزمان مديدة، فكانت بؤرة إشعاعٍ فكريّ عمّ أرجاء البلاد بما ترك من آثارٍ خالدة".

وأضاف "نجتمع هنا في لحظةٍ فارقة، حيث حلّ زمان الولاء متزامناً مع شهرٍ باركه الله سبحانه وتعالى وفضّله على الأشهر كلّها، وفي واسطة العقد منه حيث ذكرى بزوغ الفرع الأوّل من شجرة الإمامة المطهّرة نجتمع هنا في لحظةٍ فارقة، حيث مكان الولاء للإمام الحسن المجتبى(عليه السلام)، حيث يجمع المدينة به نهجُهُ القويم وسيرةُ سلامه وأمانه، وحيث يجمع المدينة بكريم آل البيت(عليهم السلام) أنّها تجسّد بحقّ معنى أن تكون من المدن الكريمة، ودونكم حجّتين أولاهما ما يعلق في الأذهان في طريق جنّة الحسين(عليه السلام) في الزيارة الأربعينيّة من مشاهد الكرم والسخاء والثراء حين يمرّون في الحلّة الفيحاء، وثانيهما أنّها حظيت بقصب سبقٍ حين سجّلت اسمها في دائرة نفوس آل البيت لصيقةً بكريمهم السبط المجتبى(عليه السلام)".
وتابع الموسوي "من أجل كلّ ما مرّ من قولٍ وجدنا العتبتَيْن المقدّستين تتعاضدان من أجل الاحتفاء بمهرجان الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) بنسخته الثانية عشرة، لنستلهم الدور الذي اضطلعت به إمامته (عليه السلام) وما نضيء به زوايا العتمة في آفاقنا كلّما اتّسعت، ونعيد طرح النموذج القدوة حين يحاصرنا الجدل وتنهشنا ضباع الفكر الضالّ المضلّل، فنلوذ به آيةً كبرى ومثالاً قرآنيّاً صادقاً للتي هي أحسن في حوار الآخرإنّها إمامة الحسن المجتبى(عليه السلام) ريحانة النبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله) في الدنيا وحكمته الخالدة، وهي ذات الحكمة التي توارثها أوصياءُ البيت النبويّ لكنّ مواردها تنوّعت وتعدّدت صورُها تبعاً للظروف الحاكمة".
واختتم قائلا"نشكر تضحيات شهداء فتوى الدفاع المقدّسة التي جسّدت حقّاً رسالة كرم الإمام الحسن(عليه السلام)، ونشكر كلّ من حضر وساهم ودعم، كما نشكر الهيأة العُليا لمشروع الحلّة مدينة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) واللّجان العلميّة والتحضيريّة".