صورة من أرشيف فتوى الدفاع الكفائي.. رجال الحوزة العلمية صفًا واحدًا في ساحة المعركة
2025/03/30
في مشهد يحمل أسمى معاني التضحية والإيثار، تجتمع في هذه الصورة ملامح العزم والإصرار بين رجال الحوزة العلمية من الأساتذة والطلبة الذين لبّوا نداء المرجعية الدينية العليا في منتصف عام 2014م. تجدهم صفًا واحدًا في ساحات القتال، وقد توحّدت وجوههم على قسم المسؤولية، مجسدةً روح الفداء والإيمان بقضيتهم الدفاع عن الوطن.
تعابير الوجوه الجادة والمركزة تكشف إحساسًا عميقًا بحجم المهمة التي يحملونها على عاتقهم.
هنا، لا تُقرأ الكلمات في العيون فحسب، بل يُنطق بها في لغة الموقف والوقوف الثابت أمام عدوٍ أراد طمس الهوية واستباحة المقدسات. يجتمع هؤلاء الرجال في دائرة نقاش، وكأنهم يضعون خطط المواجهة وسط أجواء الحرب، حيث لم تكن هذه المعارك مجرد ميادين قتال، بل ساحات للدفاع عن العقيدة والكرامة.
العمائم البيضاء التي تعلو رؤوسهم، وهيئاتهم المتوشحة بالزي العسكري، تعكس مزيجًا فريدًا من العلم والجهاد، من الفكر والسلاح، حيث امتزجت المعرفة الفقهية بشجاعة الموقف، فكانت الاستجابة نداءً للذود عن الوطن والعقيدة معًا.
في الخلفية، تقف المدرعة بصمتٍ، وكأنها تشهد على هذه اللحظة التاريخية، تحرس رجالًا قرروا أن يكونوا سدًا منيعًا في وجه الظلام القادم. تحيط بهم طبيعة جافة وقاسية، تذكر بأن ساحة المعركة ليست أرضًا رخوة، بل اختبارٌ لمن حمل روحه على راحته، ومضى حيث يجب أن يكون.