من ذاكرة الانتصارات – تطهير طريق البغدادي-هيت واقتراب ساعة الحسم
2025/05/02
2 أيار/مايو 2016، سُطرت ملحمة جديدة من ملاحم النصر العراقي على تنظيم داعش الإرهابي، ضمن عمليات تحرير منطقة الدولاب وتطهير طريق البغدادي–هيت، والتي شكلت مرحلة مفصلية في استعادة مدن محافظة الأنبار الغربية، وصولاً إلى مشارف مدينة هيت الاستراتيجية.
ثلاث مراحل ميدانية على طريق النصر
انطلقت العمليات ضمن الصفحة الثانية من تحرير الدولاب، وفق خطة عسكرية محكمة قسمت المهام إلى ثلاث مراحل. بدأت القوات العراقية في المرحلة الأولى من تقاطع زخيخة، باتجاه معسكر هيت، بعد تطهير القرى المحاذية للطريق لتأمين خط الإمداد والسيطرة الميدانية الكاملة.
في 28 نيسان/أبريل 2016، انطلقت القطعات الأمنية بعد تحرير زخيخة بالكامل، لتباشر تقدمها نحو منطقة نويعم، حيث تمكنت خلال ساعات قليلة من تطهيرها ورفع العلم العراقي فوق مبانيها. في اليوم ذاته، تابعت القوات تقدمها باتجاه منطقة فالج ونجحت في استعادتها، لتبدأ بعدها بفرض خطوط صد عسكرية باتجاه فالج الشرقية تحسباً لهجمات معاكسة.
وبعد يومين فقط، استأنفت القوات عملياتها، وتمكنت من تحرير فالج الشرقية، وصولاً إلى قرية الورشانية، واقتربت من مشارف خزرج، محرّرةً مساحة تقدّر بـ 3200 متر.
المعركة الحاسمة في خزرج والبسطامية ودبية
في اليوم التالي لتوقف العمليات، انطلقت القوات باتجاه خزرج، حيث دارت معركة شرسة كبّدت عناصر داعش خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد، لتنتهي برفع العلم العراقي فوق مباني المنطقة بعد تطهيرها من بقايا الإرهابيين.
وفي 1 أيار/مايو 2016، واصلت القطعات تقدّمها دون توقف، لتنجح خلال ساعات في استعادة قريتي دبية والبسطامية، حيث خاضت مواجهات ضارية مع فلول داعش، وأسفرت عن تطهير القريتين تماماً من الجماعة الإرهابية، بعدما تمّت السيطرة التامة على مداخل ومخارج المناطق، وإنهاء تحركات العدو.
نتائج ميدانية ساحقة
أسفرت عمليات تحرير الدولاب وتطهير طريق البغدادي–هيت عن نتائج ميدانية نوعية، من أبرزها:
قتل 259 إرهابياً من عناصر تنظيم داعش.
تفجير 3074 عبوة ناسفة.
طمر 14 نفقاً كانت تستخدم في تنقلات العدو وتخزين السلاح.
تحرير 6 سجناء كانوا محتجزين لدى التنظيم.
تفجير 3 منازل مفخخة كانت تحت سيطرة داعش.
تفكيك 12 منزلاً مفخخاً بواسطة الجهد الهندسي.
العثور على مخازن كبيرة من مادة C4 شديدة الانفجار، إلى جانب مدافع وقذائف ومنصات صواريخ وهاونات.
الذراع الطويلة والعيون الساهرة
لعبت الطائرات السمتية التابعة لطيران الجيش العراقي دوراً محورياً في نجاح العمليات، حيث أمنت الإسناد الجوي المباشر للقطعات البرية، وكانت بمثابة الذراع الطويلة التي ضربت العدو في العمق. وقد أقرّ القادة الميدانيون بأن حجم الإنجاز العسكري ما كان ليتحقق بهذه الوتيرة لولا التدخل الفوري والدقيق للطيران.
كما كان للدور الاستخباري فضل كبير في تحديد مواقع تواجد العدو وتوجيه الضربات الموجعة لأوكاره، إذ ساهمت المعلومات الاستخبارية الدقيقة والصور الحية من أرض المعركة في إحكام القبضة الأمنية وتوجيه المعارك بفاعلية عالية.
نحو ساعة الحسم في هيت والموصل
بهذا التقدم النوعي، وصلت القوات العراقية إلى مشارف مدينة هيت، بعد أن أغلقت جميع المنافذ المؤدية إليها، ومنعت تحركات العدو باتجاه المدن الأخرى. وبذلك، تم القضاء على مفارز القتل التي كانت تشن اعتداءات ضد المناطق المحررة، لتبدأ القوات في الاستعداد للمرحلة القادمة، وهي تحرير هيت، والانطلاق بعدها نحو منطقة الجزيرة، التي كانت تمثل نقطة الوصل بين الموصل والأنبار، وبين سوريا والعراق.
لقد شكلت هذه العملية ضربة استراتيجية ساحقة لداعش، الذي بدأ يعيش مرحلة الانكسار والتفكك الداخلي، وسط اقتتال بين قادته، بانتظار الهزيمة الكبرى في معركة الموصل، التي ستشهد نهاية وجوده العسكري في العراق.