في ذكرى صدور فتوى الدفاع الكفائي.. "هذا العراق لا يُكسر ما دام في النجف صدى للحق"
2025/05/25
حين ضاقت الأرض بأهلها، وتمدّد الظلام على خرائط العراق، انطلقت من النجف الأشرف صرخة مدوّية هزّت القلوب قبل الآذان.
لم تكن كلماتٍ عابرة، بل فتوى رسمت حدود الوطن بدماء عشّاقه.
"مَن يستطيع حمل السلاح فليتوجه فورًا"، هكذا تكلمت المرجعية، فهبّت القلوب المؤمنة من كل صوبٍ وحدب، تشدّ سلاحها بإيمان، وتوقّع على صكّ الفداء بالدم والعقيدة.
لم يكونوا جيوشًا مدججة بالتكنولوجيا، بل كانوا أبناء الامام علي بن ابي طالب (علية السلام)، يلبّون نداء الدين والوطن. فلاحون، طلبة، عمّال، شيوخ، شبّان، أطباء، وأساتذة... كلهم أصبحوا سواعد في معركة البقاء. تسابقوا إلى الجبهات، يكتبون على جبهاتهم "لبيك يا حسين"، ويدافعون عن الأرض والعرض والمقدسات، لا طمعًا في دنيا، بل طمعًا في رضا الله وحفظ العراق.
سُقي تراب الوطن بدماء الأنقياء، فتحررت المدن، وانكسر الإرهاب، وبقيت راية العراق ترفرف في الأعالي.
لم تكن الفتوى مجرد حدث، بل كانت تحوّلًا تاريخيًا، أعاد رسم الوعي الجمعي، وأثبت أن في العراق رجالًا إذا نادى الحق لبّوه، وإذا دعا الدين حمَوه، وإذا اشتد الخطب كانوا السدّ المنيع.
ومن تلك الدماء، كُتب عهد جديد، عنوانه: "هذا العراق لا يُكسر ما دام في النجف صدى للحق".