في مثل هذا اليوم 26 أيار 2016.. بشائر النصر تتوالى بتحرير جسر السجر تمهيداً لاقتحام الفلوجة
2025/05/26
في صباح يوم 226 أيار 2016، تزامنت بشائر النصر في محاور متعددة من محافظة الأنبار، إذ أعلنت القوات العراقية المشتركة تقدمًا نوعيًا في محيط مدينة الفلوجة، وذلك عقب إتمام المرحلة الأولى من عملية تحرير الكرمة. وقد تم تطويق مدينة الفلوجة من جهتين حيويتين، مما منح القوات المتقدمة أفضلية ميدانية مميزة، خصوصاً مع السيطرة على مواقع استراتيجية أبرزها جسر السجر، الذي كان يمثل عقدة حيوية في خارطة التمدد العسكري للتنظيمات الإرهابية في محيط المدينة.
وبدعم وإسناد من قوات الحشد الشعبي، شرعت قيادة الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع بالتقدم نحو منطقة السجر، نظراً لما تمثله من أهمية عسكرية كبرى، فهي تشكل نقطة اتصال حيوية بين مركز مدينة الفلوجة ومحيطها، كما كانت تستخدم سابقاً ممراً لإمداد الجماعات الإرهابية في الصقلاوية بالسلاح والعتاد من داخل المدينة.
ورغم صعوبة التضاريس الرملية التي تمتاز بها منطقة السجر، إلا أن القوات المتقدمة استطاعت تجاوز تلك العوائق بعزيمة وصبر الأبطال، حيث نفذت وحدات الحشد الشعبي، وبمواكبة دقيقة من قيادة عمليات الرد السريع، عملية اقتحام دقيقة تكللت بتحرير المنطقة بالكامل خلال ساعات معدودة.
عملية السجر تميزت بتكتيك عسكري عالي التنسيق، أظهر وحدة القرار والقيادة والمعلومات الاستخباراتية الميدانية. إذ لم تكن طبيعة المعركة تقليدية، بل اتخذت شكلاً مركباً من حيث سرعة الانتقال من المرحلة الأولى في الكرمة إلى المرحلة الثانية في السجر، مما عكس جاهزية ميدانية عالية وتحكمًا عسكريًا متقدمًا في إدارة المعركة.
وشهدت عملية التحرير اشتباكات قريبة حامية الوطيس، إلا أن صبر وتضحيات القوات العراقية مكّنتها من إحكام السيطرة على المنطقة بشكل كامل، والتمركز في نقاط تعتبر الأقرب إلى مدينة الفلوجة، مما مهّد الطريق أمام المرحلة المقبلة: اقتحام مركز المدينة.
إن الإنجاز الذي تحقق في هذا اليوم، لم يكن فقط استعادة السيطرة على بقعة جغرافية، بل خطوة استراتيجية كبرى في عزل الفلوجة عن خطوط الإمداد وتضييق الخناق على من تبقى من الإرهابيين بداخلها، إيذاناً بانطلاق معركة الحسم لتحرير المدينة من براثن الإرهاب، تحت إمضاء الأبطال الذين أثبتوا مجدداً أنهم رجال النصر وصناع التحرير.