كفوف العطاء.. المرجعية الدينية العليا تمسح جراح النازحين في ليلان وتازة والبشير
2025/10/11
نستعيد اليوم ذكرى واحدةٍ من أسمى المواقف المشرقة التي سطّرها تاريخ فتوى الدفاع الكفائي، يوم لم تكتفِ المرجعيةُ الدينيةُ العليا في النجف الأشرف بدعوة أبنائها لحمل السلاح دفاعاً عن الوطن والمقدسات، بل مدّت يدها الأخرى لتواسي الجراح وتضمّد آلام النازحين والمكلومين، لتجسّد بذلك صورة العراق الموحد: يدٌ تقاتل، ويدٌ تُعطي.
ففي السابع عشر من كانون الأول عام ۲۰۱۵م، شهدت مخيمات ليلان ومنطقة تازة مأثرةً إنسانيةً كبيرة، تمثّلت بزيارة وفد لجنة الإغاثة التابعة لمكتب المرجعية الدينية العليا لتفقّد أحوال العوائل النازحة التي هجّرها الإرهاب الداعشي قسراً من مناطقها، ولإيصال المساعدات إليهم في تلك الظروف القاسية التي مرّت بها البلاد.
الوفد حمل معه قوافل الخير من المواد الغذائية، والأغطية، والفرش، والمنح المالية المخصّصة للمرضى والمحتاجين، حيث شمل التوزيع أكثر من (۱۹۰۰) عائلة في مخيم ليلان، إضافةً إلى ما يزيد على (٤٠٠٠) نازح في المخيمات الأخرى، من بينهم نازحون من قضاء البشير الذين ذاقوا مرارة التهجير والتدمير.
هذه المبادرة لم تكن مجرد دعمٍ مادي، بل كانت رسالةً روحيةً وإنسانيةً حملت في طيّاتها عبق النجف ووصايا السيد السيستاني (دام ظلّه الوارف) في رعاية المتضررين من الحرب، إذ عبّر العديد من النازحين عن امتنانهم قائلين:
"إنّ سماحة السيد السيستاني قد أوضح لنا وللعراقيين جميعاً الإسلام الحقيقي الذي يرعى الإنسان قبل كل شيء".
بهذا العمل الجبّار، أثبتت المرجعية الدينية العليا أنّ مسؤوليتها لا تقف عند حدود الفتوى والسلاح، بل تمتد لتغمر كل قلبٍ موجوعٍ وكل بيتٍ مهدّمٍ بالعطف والرعاية، لتبقى كفوفها البيضاء عنواناً للعطاء الإنساني الذي صان وحدة العراق وأعاد الأمل لأبنائه في أحلك الظروف.