موقع فتوى الدفاع الكفائي يستذكر "عريس الحشد" الشهيد مثنّى الكلابي
2025/10/19
استذكر موقع فتوى الدفاع الكفائي في هذه الأيام الذكرى السنوية لعروج الشهيد المجاهد مثنّى قاسم الكلابي الملقب بـ(عريس الحشد)، أحد أبطال فتوى الدفاع الكفائي وأصغر شهداء الحشد الشعبي، الذي ارتقى شهيداً في قاطع عمليات بيجي بتاريخ (18/10/2015) المصادف 3 محرّم الحرام، عن عمرٍ لم يتجاوز السابعة عشرة.
وُلد الشهيد الكلابي في محافظة واسط – قضاء النعمانية عام 1998، وكان طالباً في الصف الخامس الإعدادي حين لبّى نداء المرجعية العليا بترك مقاعد الدراسة، حاملاً سلاحه بدلاً من قلمه، مؤمناً بأن الدفاع عن الوطن والمقدسات واجبٌ لا يؤجَّل.
تميّز الشهيد مثنّى بغيرةٍ حسينيةٍ أصيلةٍ، فكان منذ صغره مولعاً بتجسيد شخصيات الطفّ في مواكب التشابيه، يؤدي دور القاسم بن الحسن (عليه السلام) بحبٍّ وولاءٍ صادقين، وكأنه كان يستشرف مصيره ليكون قاسم عصره حقّاً، مضحّياً بروحه كما ضحّى القاسم يوم عاشوراء.
وقالت والدة الشهيد الخالد في حديثٍ مؤثر: “كان مثنّى متعلقاً بالجهاد، يتمنى أن يقضي أيامه كلّها في الجبهة. كتب على كتبه المدرسية عبارة (الشهيد مثنى الكلابي) قبل استشهاده بأشهر، وكأنّه يوقّع عهده مع الله. حتى على عصابته وخزانة كتبه وضع تلك الكلمة التي اختصر بها مصيره ومحبته لآل البيت (عليهم السلام) والمرجعية والوطن”.
وفي معارك بيجي التي اتّسمت بضراوة القتال، أثبت الشهيد مثنى الكلابي شجاعةً تفوق عمره، وظلّ يقاتل ببسالة حتى أصابته رصاصة غادرة أثناء الاشتباك مع فلول داعش الإرهابي، فعرجت روحه الطاهرة إلى الملكوت الأعلى.
وعُثر في جيبه على سبعة آلاف دينار فقط وهاتفٍ نقالٍ بسيط، ليدلّ ذلك على زهده وتواضعه في الدنيا، وعظمته في الآخرة حيث لحق بركب الأنبياء والصديقين والشهداء.
إنّ الشهيد مثنّى الكلابي لم يكن مجرّد فتى حمل السلاح، بل كان رمزاً لجيلٍ وُلِد من رحم فتوى الدفاع الكفائي، جيلٍ جسّد قيم كربلاء في زمنٍ حاول فيه الإرهاب طمس هوية الوطن، فكان “عريس الحشد” مثال الفداء والولاء، وذكرى متجددة تروي للأجيال أن الغيرة الحسينية لا تعرف عمراً، وأنّ طريق العزّة يبدأ من الإيمان وينتهي بالشهادة.