أدب فتوى الدفاع المقدسة
قبل بكلية القانون فتخرج شهيداً
2024/12/15
لا أعلم؛ هل أنها دموع الفرح؟ أم دموع الحزن، التي تنساب مني، كلما تناولت درساً من دروس الدفاع المقدس، إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى، وأي هدى هذا الذي يمضي اليه المتطوعون؛ لتلبية نداء السماء، والوقوف بوجه اعتى اشرار الارض في التاريخ المعاصر، فكانت لنا وقفة لاستذكار شهيد من شهداء العقيدة والوطن.
عامر باشي الجبوري مواليد محافظة الديوانية قضاء الحمزة الشرقي، عام ۱۹۸۷ ذو سبعة وعشرين ربيعاً، ترك عائلة من النساء والاطفال، نحو ملتقى الإمام الحسين، وهنا تكمن أسباب البكاء تارة ة للفرح، حيث نال وسام شهادة، وأخرى لتركه نسوة عميت عيونهن عليه من البكاء.
عرف الشهيد عامر منذ نعومة اظفاره، بولائه لأهل البيت (عليهم السلام)، وارتباطه العقائدي بالمرجعية الدينية، لاسيما المرجع الاعلى الإمام السيستاني فكان يتمتع بعشق كبير، ومتابعة جيدة منذ نشأته للقضية المهدوية، وكونه اباً لولدين وأربع بنات، وليس لديه عمل ثابت كان يعمل إعمال حرة، في مجال صيانة مشاريع الكهرباء، تخرج من الدراسة الاعدادية المسائية، وقبل في كلية القانون عام ٢٠١٤.
كان محبوباً لدى اصدقائه بمنطقته، يتفقدهم ويسأل عنهم، ويتواصل حتى مع من يقاطعه، أو يبتعد عنه، ترك بفراقه فراغاً لدى محبيه، فإنه ذو فطرة سليمة، يمتلك صفات حميدة، وأخلاقاً فاضلة. وعندما أطلق المرجع الاعلى فتوى بالدفاع المقدس لصد تمدد داعش في حزيران عام ٢٠١٤، كان الشهيد عامر متحمساً جداً للمشاركة، وكثيراً ما يردد "هذه فرصتنا وقد لا نحصل عليها لاحقاً".
شارك في قاطع عمليات تكريت منطقة البو عجيل، كانت المنطقة مكتظة بالبساتين، مما تشكل صعوبة في المواجهة مع الاعداء، ومعرفة تواجدهم مع قلة الامكانيات التقنية، في بداية انطلاق الفتوى كان شهيدنا عامر يتفقد نقاط المرابطة في أحد البساتين، بالمقابل كانت هناك مجموعة من البيوتات تسيطر عليها العناصر الارهابية، وفي الاثناء تعرضت إحدى تلك النقاط لهجوم مباغت، اضطر بعض المتواجدين فيها لتركها.
بقي الشهيد عامر، واثنان من زملائه في مواجهة الارهابيين، يقاتلونهم قتالاً شرسا، بالسلاح الـ (PKC) المتوفر، حتى انتهت ذخيرتهم، فتوجه الشهيد السلاح «الدوشكا»، بالأثناء، كان العدو يتربص به، وحاول أكثر من مرة إصابته، فلم يتمكن منه، نظراً لشجاعته وبسالته، الا أن حصلت ثغرة في ساتر الصد، مما مكن الارهابيين من إصابته من خلال ذلك، لينتقل الى الرفيق الاعلى مضرجاً بدمائه الطاهرة
يروى أن آخر كلمات كانت ينادي بها الشهيد هي: "لبيك يا حسين"، فوجدت جثته بعد خمسة ساعات من استشهاده، وهو رافع أصبعيه بـ (علامة النصر)، فهكذا هم الرجال، الذين لابد أن يسطر التاريخ بطولاتهم، ويخلدها مفاخر للأجيال القادمة فشهادة الشهيد عامر، تمثل درساً عميق المعاني بالتضحية والفداء من أجل العقيدة.


المحافظة: القادسية – الحمزة الشرقي

التحصيل الدراسي: طالب كلية القانون جامعة القادسية

الحالة الاجتماعية: متزوج

تاريخ وقاطع الاستشهاد: 9/22/2014_ بغداد

رحم الله من يقرأ له سورة الفاتحة المباركة.............