مآثر من صفحات التاريخ.. "ألا تفرحين بأن يُلقبوكِ بأم الشهيد" الشهيد الشيخ حيدر مهدي العامري
2025/11/01
الاسم: الشهيد الشيخ حيدر مهدي العامري
المواليد: 1978
محل الولادة:بابل
تاريخ الاستشهاد: 2015/4/26
مكان الاستشهاد: قرية البشير
سيرة الشهيد
إن مداد العلماء ودماءهم مُسخّرة لخدمة الإسلام والمسلمين، فمتى تعرضت الأمة للخطر كان علماؤها الأفاضل من أوائل المتصدين له، السائرين بذلك على نهج الأحرار المضحين ليرسموا للناس صوراً في التضحية والإباء، ودروساً يسيرون عليها جيلاً بعد جيل هكذا كان الشهيد الشيخ حيدر مهدي العامري الذي ولد وفي وسط أسرة متواضعة موالية لآل البيت (عليهم السلام)، ربت ابنها على تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل.
لقد كان الشيخ الشهيد منذ طفولته متعلقاً بالمساجد والحسينيات، وحضور المجالس الحسينية التي فيها يتعلم دروس التضحية والاباء الموالون لأهل البيت(عليهم السلام)، كان طيب النفس، حسن العشرة، هادئ الطبع، قليل الكلام، شجاعاً، مدافعاً عن القيم الإسلامية.
أكمل دراسته الابتدائية والثانوية، وفي نفسه عشق للدراسة الحوزيّة إلا انّ والده لم يسمح له حينها بذلك معللاً موقفه بمضايقة السلطات البعثية المجرمة لطلاب الحوزة وعلمائها، خصوصاً أن الشيخ نفسه كان مُراقَباً ومُضايقَاً من قبل الزمرة البعثية المجرمة بسبب تعلقه بالمساجد.
لم يخالف الشيخ كلام والده، لكنه بدأ بالدراسة التمهيدية في محافظته على يد بعض الأساتذة الحوزيين، ثم قرر الذهاب الى النجف الأشرف رغم مراقبة الأجهزة القمعية له لبدء مرحلة جديدة عن حياته بجوار أمير المؤمنين(علية السلام ).
أمتاز الشيخ الشهيد بحرصه الكبير على دينه، وعدم مجاملته لأحد في أمور الدين.
يقول السيد رسول أحد معتمدي السيد السيستاني (دام ظله): إني لم أجرأ أن أتقدم بالصلاة على الشيخ حيدر، أتعلمون لماذا؟ "لأني متأكد أن الصلاة خلف الشيخ جيدة ومقبولة عند الله".
هكذا عاش الشيخ حيدر زاهداً عن الدنيا وزينتها، قانعاً بالقليل، متيقناً أن الدنيا زائلة، وكلنا راحلون عنها، جسد الشيخ الشهيد المعنى الصحيح للإنسان المؤمن المتدين عندما استجاب لنداء المرجعية منخرطاً في فرقة الإمام علي(علية السلام) القتالية، ومن كلماته حول الجهاد قوله: (الحمد لله الذي نصر شيعة محمد وآل محمد، الحمد لله الذي استجاب دعاء مرجعنا، هذه بداية الفتح إن شاء الله، ونحن مستمرون إلى أن نطردهم من العراق بحول الله وقدرته).
لقد شهدت له ساحات الشرف ببطولاته وأخلاقه الإسلامية، لقد كان مقاتلاً، ومعلماً، ومرشداً للمجاهدين، متقدماً أمامهم في كل معركة يخوضونها.
كان لوالدته تعلق خاص به، وكانت تخشى أن يتعرض ولدها إلى مكروه، فكان يقول لها: (ألا تفرحين بأن يُلقبوكِ بأم الشهيد)
هكذا تحقق ما كان يتمناه، حيث رزقه الله الشهادة برصاصات غادرة وهو مرابط على مشارف قرية (بشير)، التي تجسدت فيها محبة ومظلومية أهل البيت^. فطوبى له وحُسن مآب.