الشهيد أحمد ناصر السوداني
2025/02/01
الاسم: الشهيد أحمد ناصر السوداني
المواليد: 1986
محل الولادة:بغداد
تاريخ الاستشهاد: 2016/2/1
مكان الاستشهاد:صلاح الدين / سامراء
حين يرى المحامي أنّ العدل الذي يدافع عنه لم يعد رمزاً قضائياً وقانونياً فحسب، وإنما بات وطنا يُستباح واعراضاً تُهتك من قبل عصابات ضالة، وأنّ ميدان المحامي الدفاعي سيتغير حين يرى أنّ قضية المظلومين الذين يدافع عنهم اصبحت قضية حياة أو موت وليست قضية حقوق مادية أو معنوية مغتصبة فحسب. في هذا الموقف ما كان لجميع شرائح المجتمع – والمحامون جزء منهم – ان ينزلوا الى سوح الشرف المقدس للدفاع عن أرض الوطن ومقدساته وهذا ما فعله المحامي الشاب احمد ناصر الملقب بـ (حمودي ناصر) الذي وجد أن القضية باتت بعد جرائم داعش أكبر من موضوع المرافعات وأهم من الوقوف بين القاضي وقفص الإتهام, فخلع الفتى الروب الاسود الذي يعتز به كثيراً والذي حلم بإرتدائه سنوات طويلة ليرتدي بدلة الفداء ويتوجه الى صفوف قوات وعد الله في أول أيام تأسيس الحشد ليُعين كمسؤول الجهد الهندسي في القوة نتيجة لخبرته الكبيرة وبراعته الفائقة في معالجة المتفجرات ورفع العبوات.
لقد ساهم في تطوير العمل فيما يخص الجهد الهندسي، وكان له الدور الاساسي في تشكيل سرية الجهد الهندسي، حيث عمل على تدريبهم وإعدادهم فجاهد في الحشد لمدة سنة دون أن يتقاضى شيئاً، له الفضل الكبير في انقاذ ارواح إخوته المجاهدين، وله بصمة في جميع المعارك التي إشترك فيها، وكان يتقدم إخوته المجاهدين، فيدٌ تحمل قاطع الاسلاك وأُخرى تحمل البندقية.
كان الشهيد يرتدي طيلة أيام جهاده قميصاً واحداً مع كفية خضراء متدلية على كتفيه دُفنت معه في مثواه الأخير، شارك في عمليات سامراء والكرمة وإبراهيم بن علي وجرف النصر والرمادي وجزيرة الثرثار والحلابسة.
ينتمي الشهيد المجاهد الى اسرة موالية لآل البيت^ ملؤها العطاء والجهاد فالشهيد هو الابن الثالث الذي تفقده هذه العائلة المضحية فاخوه محمد استشهد في أحداث 2004م، واخوه حيدر كان يعمل في القوات الأمنية أيضاً هو الأخر استشهد في عام 2010م وهذا ما اكسبه شعوراً عالياً بالمسؤولية مع الشجاعة والتضحية سائراً بذلك على نهج الأحرار ومعلمهم الأمام الحسين×.
أكمل الشهيد دراسته الاكاديمية في كلية القانون, وبعد تخرجه التحق بصفوف الجيش العراقي لعدة سنوات وبعد ذلك عين في وزارة العدل وعرف بأخلاقه الحسنة وابتسامته العريضة, وحبه للجميع يستأنس به الصغير قبل الكبير, قريباً من الجميع محباً لهم ومساعداً للفقراء ومشاركاً في المجالس الحسينية ومحيياً لها, وفي الأيام الأخيرة قبل شهادته كان الشهيد منشغلاً بتحضيرات الزواج بعد أن عُقد قرآنه فأوصى النجار بعمل غرفة له وترك خطيبته العفيفة مودعاً أهله ومدينته (الشعلة) وناسها الطيبين ملبياً ببسالة نداء المرجعية, حاملاً في صدره كلمات أبيه الرجل الطيب المؤمن الذي لم يضعفه تعب الحياة ولا فقد ولديه من قبل, الذي قال له: (بيّض وجهنة الله يبيض وجهك) وفي أحد أيام وبينما جهاده كان متعباً فطلب منه أحد المجاهدين أن يأخذ قسطاً من الراحة, ويعمل بدلاً عنه في اليوم الثاني, فأخبره الشهيد أنّه يريد النزول الى البيت لترميم غرفته ألا أن الغرفة الحقيقية والعرس الرباني كان بانتظاره عندما رحل عنا شهيداً على أرض سامراء ليسقي بدمائه الطاهرة أرض الوطن ويبقى شعله وقادة الى الأبد فهنيئاً له الجنة مع الصديقين والنبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.