المرجعية الدينية وقيادة المجاهدين لمجابهة بريطانيا
2025/02/14
لم يكتف المجتهدون الشيعة بالفتاوى وحث الناس على الجهاد، بل اندفعوا على رأس كتائب المجاهدين التي انبرت لمواجهة الغزاة فمن النجف تقلد السيد محمد سعيد الحبوبي سيفه وانطلق في ٢٥ ذي الحجة ۱۳۳۲ هـ الموافق ١٥ تشرين الثاني ۱۹۱٤م، أي بعد أسبوع من بدء الغزو، برفقة جماعة من أصحابه، وكان على رأس أول قافلة للمجاهدين وكان معه السيد محسن الحكيم الذي لا يتجاوز عمره ٢٦ عاماً، أذ كان أمين سره، والمعتمد عنده، وموضع ثقته، وقد انطلق موكبه الجهادي بواسطة السفن من الكوفة عبر الشامية وغماس والشنافية والسماوة والخضر ثم حط رحاله في الناصرية. لقد أعد لقيادة المجاهدين مقر خاص وبارز في الناصرية كان يوجه منه الحبوبي صفوف المجاهدين وهو عبارة عن قبة ضُربت على ضفاف الفرات، في حين كل أهل الناصرية قد هيأوا دورهم، لكنه فضل الإقامة مع المجاهدين قائلاً: «إني نفرّ من هذه المتطوعة لا ميزة لي عليهم، وشتان الحرب والترفُ ، ولما كانت الناصرية قد اتخذت مقراً لتجمع المجاهدين، ومركزاً لهم فسميت بـ (دار الجهاد)، إذ أسماها الحبوبي، لمناصرتها له، وتسهيل مهمته في المرابطة، ونشر السلام بين القبائل، وجمع الجيوش، وإعداد العدة لها، وإرسال المبعوثين من خلالها كما يبدو من مجريات أحداثها..
وتبعه موكب السيد عبد الرزاق الحلو في ١٧ تشرين الثاني ١٩١٤ وتسعة من أتباعه، ولدى وصوله إلى السماوة في طريقه لساحة الحرب نصب خيامه على الشاطئ الشرقي من الفرات، وبعد وصوله إلى السماوة بيومين وردت برقية من الوالي العثماني جاويد باشا الذي كان في البصرة يطلب منه التوجه إلى البصرة)، يقول فيها ما نصه: أتوسل إليك برسول الله وآل البيت وفاطمة الزهراء أن تسرعوا في المجيء إلي، إذ إنّ البصرة مهدّدة ونحن في ضيق شديد» فلما قرأ السيد الحلو البرقية هتف قائلاً: الله أكبر! الله أكبر! سمعنا وأطعنا! ونادى أصحابه فأمر بتقويض الخيام ووضعها في السفن حالاً، رغم نصيحة عبد العزيز القصّاب قائم مقام قضاء السماوة آنذاك له بالتريث في الرحيل لشدة الريح، غير أن السيد أصر على الرحيل، وقال: يا ولدي لقد وجبت علي الحركة بناءً على الخطاب الوارد لي، وإن