من يذهب بأمره لا يعد بأمره
2025/12/25
عماد عبد زيد كاظم من سكنة كربلاء قضاء طويريج ومواليد ١/٦/ ١٩٧٤م قضى فترة من عمره باحثا عن فرصة للتعيين حتى حان وقتها اذ حصل على تعيين في العتبة الحسينية المقدسة في وقت تزامن مع سماعه فتوى الدفاع الكفائي انتظرها اجداده ولم ينالوا نصيبهم منها، وهو ايضا كان يحلم ان يكون في عداد المجاهدين والشهداء، والشهداء فلم يكن منه الا ان يتخلى عن فرصة تعيينه ليلتحق بصفوف المجاهدين الملبين نداء المرجعية الدينية العليا، كان يوم (١٤ / شعبان / ١٤٣٥هـ) مميزا عن كل عام فبالإضافة الى فرحه بخدمة من جاء لإحياء ليلة مولد الامام المهدي في ليلة مولده، طرقت اسماعه كلمات خطبة الجمعة المباركة في ذلك اليوم وفيها دوى صدى المرجعية الدينية في النجف الاشرف ليحشد الابطال دفاعا عن الارض والعرض والمقدمات لم تقف الفرحة الى هنا فحسب، فكان لفرحته امتداد اكثر بولادة قرة عينه (زينب) في هذا اليوم وولد توأمها (عباس) ليكمل الفرحة ففي يوم الجمعة ولد له توأمان اختار ان يسميها زينب وعباس) وتوجهه الى ابي الفضل العباس داعيا الله بحقه ان يجعل اخوتها كإخوة (زينب وعباس).
(زينب) التي انتظرها طويلا وولدت وله خمسة اولاد لم تتمكن من منعه من الالتحاق بالمجاهدين فتركها بعد (٢٠) يوماً تقريبا على ولادتها واخيها وبدأ التدريب في المعسكرات لمدة ثلاثة اشهر، بعدها كان له شرف الالتحاق بسوح القتال عند عودته الى اهله كان يروي هم بطولاتهم هناك، وكيف ان التسديد الالهي حقق لهم النصر المؤزر، فتذكر زوجته انه ذات مرة اخبرها كيف انه في احدى معارك تحرير بيجي استطاع وبفضل الله ان يكتشف مكان اختباء احد الدواعش في مخبأ تحت الارض كان قد غطى فتحته بكومة قش ويخرج رأسه منها ليحاول النيل من مجاهدينا الابطال بقناصه ويعود ليخبئ رأسه مرة اخرى فاستطاع البطل (عماد) من خلال تتبع مصدر الصوت من الوصول الى محبته والقضاء عليه.
والدة الاولاد السنة تعود بذاكرتها الى سنين خلت وتتذكر ما كانت تسمعه من المرحومة والدة الشهيد وهي تتحدث عن ولدها البار الذي تميز بمخافة الله وحسن الخلق مع الجميع وحبه خدمة زوار الحسين الله ويتصل شريط الذكريات بالأمس القريب عندما أوصاها ان تبقي مضيفه مفتوحا لاستقبال زائري الحسين الله بعد استشهاده وهذا ما كان فعلا في الزيارة الاربعينية بعد (۳) اشهر تقريبا من استشهاده حيث ! لا يعرفونه واقيمت مجالس العزاء وصلاة الجماعة فيه.
في يوم (٢٠١٦/٧/١٢) انتهت اجازته ليعود الى جبهات القتال، ودع زوجته واولاده اسمعهم عبارته المعهودة في كل وداع من يذهب بأمره لا يعد بأمره) وأضاف عليها هذه المرة مجموعة من الوصايا، فأوصى كلا منهم ان يكون الاعتماد على النفس ديدنه في الحياة، فلا يتكل احد منهم على غيره و اوصی زوجته برعاية الابناء من بعده، اما (زينب) ابنته الوحيدة فالتقط لها صورة كما يفعل في كل مرة كي ينظر لها وقتما اشتاق اليها فهكذا عهده من كان معه في جبهات القتال يطيل النظر الى صورة ابنته. انهي مدة اسبوعين في جبهات القتال كان من المفترض بعدها ان يعود الى اهله اتصلت به زوجته في (٧/٣١) لتطمئن عليه، فلم تسمع شيئا من كلامه لشدة المواجهات والاطلاقات سوى انه قال لها: (سأتصل لاحقا فلدينا هجوم) وفي تلك اللحظات ناداه احد المجاهدين معه بأن ينتبه كي لا يصاب بقناص ويأتي معهم الى خلف السائر وبالفعل ذهب (عماد) الى حيث ناداه وما هي الا دقائق حتى استهدف قذيفة هاون ذلك السائر وادت الى استشهاد (عماد) وجرح آخرين حيث كان ذلك المجاهد الذي ناداه هو احد الجرحى واخبر عائلة الشهيد بحادثة استشهاده وكيف انه هو من ناداه ليأتي الى هذا المكان في الوقت الذي كان يتحدث بالموبايل.