أدب فتوى الدفاع المقدسة
رسالة ثلجية في مكحول...!!
2020/05/17
سمع وهو تحت غطائه صوت آذان يخترق ليل جبال مكحول الباردة وجلس يتوضأ وكانت ودرجة الحرارة تحت الصفر ارتعش من البرد ومن الماء المتجمد وفجأة سمع صوت إشعار لرسائل كثيرة ففي موضوع فراشه لم تكن هناك تغطية لشبكة الهاتف...
أكمل وضوئه وتوجه للصلاة بقلب وجسد نحيل يرتجف وما ان فرغ من صلاته اخرج هاتفه ليضعه إلى جنبه وشاهد رسالة طويلة في شاشة الهاتف التي بدت مظلمة بعض الشيء بسبب نفاذ البطارية مثل نفاذ صبره لمعرفة محتوى هذه الرسالة وقرأ بصمت وشعر بأنه يسمع هذه الكلمات قبل أن يقرأها ومع تراكم الكلمات تجمعت الدموع في عيونه وهو يقرأ((السلام عليك ايها الخارج من العقل والساكن في القلب..اعلم ان رسالتي ربما تجرحك ولكن جرحي اكبر من رسالة الغفران لأبي العلاء المعري لذلك كتبت لك بعد أن اخذت رقم هاتفك من امك دون أن تشعر فنظرها ضعيف وكلفتني بان ابحث عن رقم خالتك فوجدت رقمك..اردت ان اتصل لكني خشيت ان لا استطيع الكلام معك فقلت ساكتب له..هل تعلم أنني عندما كنت صغيرة وهربنا مع اهلينا من القصف الأمريكي قبل سقوط الطاغية وبقينا في معمل الطابوق في النهروان لازال موقفك عالقآ بذاكرتي عندما كنت نائمة وجئت انت لتعطيني بطانيتك عندما سمعت امي تقول ان البنت تجمدت من البرد..صدقني يومها تدفأت بموقفك وليس ببطانيتك فأنا انثى تعشق الموقف ..
ولازلت اتذكر موقفك عندما عدنا بعد انتهاء القصف كيف وقفت بوجه الأمريكي عندما حاول الاقتراب مني ليسألني عن اسمي فقلت له ..هي زوجتي رغم صغر سننا ..وضحك الأمريكي وضحك اهلنا وعادوا ولم يكملوا الحديث والسؤال..
أتعلم كيف كبرت بعيني الف سنة وعمرك يومها اقل من خمس عشر عام..
يالله ما أجمل الشروكية وما انبلهم وما اشجعهم...
من يومها وانا اراك كما قلت عني هذه زوجتي ...
لقد جعلت مواقفك مني انثى متزوجة وانا لا أزال صبية وتزوجت مواقفك من صغري وكبرت انت والموقف معآ وكل يوم اقول لنفسي متى سيأتي ليخطبني حتى انني فكرت ذات يوم أن اخطبك لنفسي ثم صمت وبقيت اراقب النبل والشجاعة في تصرفاتك وعندما دخلت للجامعة تعلقت بك اكثر عندما دخلت بعبائتي اروقة الحرم الجامعي وشتمني احدهم واعاب علي ذلك وشكوت لأمي التي قالت لأمك وسمعت انت وجئتنا للبيت وذهبت معي في الثاني للجامعه لتقول لمن عاكسني وشتمني(هاي الشروكية اختي واللي يتعرضلها إلا امسح بيه الممر مال الكلية ...يالله يومها بكيت من الضحك ومن كلمة اختي التي كرهتها منك وحقدت عليك واردت ان اشتمك وانعل ابو اهلك ...!!
تخرجت وسافرت انت وانا انتظر وعدك الطفولي الذي لاتعلمه وقلت لأختك بكل كبريائي وانوثتي وشهادتي العليا بأني احبك..
وضحكت مني حتى بكيت فقالت لي (كبر لفك ولج هو هم يحبك بس يكول اني خريج اعدادية وهي طبيبة واني فقير واهلها أمورهم زينه خوما اظلمها وياي )و كنا نحن الاثنين نحب بعضنا دون أن يعلم الاخر بحبه وبعد دخول داعش وعودتك للوطن من أجل الدفاع عنه قلت لنفسي سأقول له اني احبه وليكن ما يكون ولكن في عقلك كان وطن وفي قلبك مقدسات فالمجنون مثلك الذي يترك لندن والجنسية ليأت للقتال في وطننا المنهوب والمسلوب..
ادركت مع نفسي ان اختياري لك منذ طفولتي كان صحيحا فأنت اخلاقك حشدية قبل الحشد وفتواه لم تزدك السواتر إلا نبلآ..
انا لا اريد منك شيئا سوى ان تكون ابآ لطفل اريده يشبهك يحمل كل صفاتك..
حتى وان كان يتيمآ ولكن دعني أفخر ان اكون زوجة لك..
اريد مهري تراب بسطالك واليشماغ الذي تلف به عنقك ..
اريدك ببدلة القتال وعطر البارود ورائحة الدخان فانت محتشد في ساحة الله وانا نذرت ما بقلبي وما سيأتي منك في بطني لك ..
أتقبل ان تكون زوجآ لهذه الطبيبة المريضة بحبك والمشتاقة لقربك..
انا يا سيدي اعالج الناس ولا اتعالج منك...
احفظ نفسك يا كل نفسي وأحلامي وذكرياتي وحلم صباي...))**
اكمل الرسالة وخرج إلى الخارج كي يبعث لها الرد فمسح دمعته الاولى وكتب لها((ان لم استشهد فانت زوجتي وان استشهدت ففي الآخرة انت زوجتي فأنا لم اقاتل من أجل حورية ...تحية عسكرية لقلبك طبيبتي )..