أدب فتوى الدفاع المقدسة
الشهيد السعيد: كاظم جلاب الحيدري (ابو جواد)
2023/10/23



الولادة البصرة ۱۹۷۱

الشهادة بيجي ٢٠١٥/٤/١٧ التشكيل اللواء السادس

ولد الشهيد المجاهد السيد ابو جواد الحيدري في محافظة البصرة قضاء المدينة، حيث عرفت هذه المدينة المعطاء بأنها أنجبت أبطالا قارعوا النظام البائد والاحتلال الامريكي الغاشم، فقد افتتح الشهيد حياته الجهادية بمقارعة النظام البعثي المجرم بعد انضمامه إلى مجاهدي الاهوار عام ١٩٨٦ ليقاتل عصابات البعث، حيث كانت له مشاركة فاعلة من خلال قيادته فوج الإمام الصادق (عليه السلام) في معارك عنيفة في اهوار الجنوب مثل معركة (هور صلين)، ومعركة (هور العمارة) وعلى اثر ذلك تعرضت عائلة الشهيد الى اعتقالات عديدة، وانواع بشعة من التعذيب، وحكم على ابناء عمومته بالإعدام، ما اضطر الشهيد إلى مغادرة ارض الوطن، ليدخل مرحلة جديدة من الجهاد، إلا أن ظروفه اضطرته للهجرة مرة أخرى ليحط رحاله في أستراليا مع عائله الكبيرة المتكونة من ثلاث زوجات وثلاثين ولدا.

وعندما كان الضباب يلوح بأفق الوطن، وبينما كان الخوف يهدد الجميع كان شهيدنا قد قدم للتو من بلاد الغربة، لزيارة للوطن، ورؤية الاهل والاحبة، قضى خلالها ،شهرين، ثم رجع إلى استراليا حيث السكن الجميل والعائلة المباركة والرزق الحلال واطفال بعمر الورود وبعد ليلتين من الاستقرار في بيته حيث بلاد الغربة وهو يتابع بأذن صاغية اخبار البلد، بعد ان دنست العصابات الداعشية ارض الوطن، سمع في خطبة الجمعة نداء المرجعية الدينية في النجف الاشرف بالدفاع ضد هذه العصابات، ما هي الالحظات ويتصل بأبناء عمومته من السادة الحيادر، وبعض اصدقائه ليعلمهم بنيته للعودة الى ارض الوطن ملبيا نداء المرجعية بعد ان عاهد نفسه قبلاً بعدم اللجوء إلى السلاح عندما قال مقولته المعروفة (لقد طلقت البندقية).

انضم بعد عودته إلى صفوف الحشد الشعبي، وباعتبار خبرته وتأريخه الجهادي كُلف بقيادة الفوج الثالث في تشكيله الذي كان ماسكا قاعدة سبايكر بعد مجزرتها الخالدة، واصبح بحق (آسد سبايكر) الذي لا ينام، فقد حرر مناطق وتقدم إلى أخرى، شارك في التخطيط لعمليات كبيرة، وجرح أكثر من مرة ولم يترك الفوج، بل كان كتابع له وهو في المشفى، وما إن يخرج من المستشفى حتى يعود مسرعا إلى فوجه الذي أحبه، وأحب مجاهديه، كان صلبا قويا طالما نقل الشهداء بيديه، لم تضعف عزيمته حتى وهو ينقل بيده ابن عمه الشهيد حسناً، والشهيد عماد ابن أخيه.

تمضي الايام والاشهر دون ان يفكر بأهله، فقد باع الدنيا وما فيها، بعد تسعة اشهر من مقارعة العصابات الداعشية المجرمة أوكلت اليه مهمة تحرير مصفى بيجي، واخذ معه فقط مرافقه الاقدم وحمايته السيد نشأت، وكان يتقدم القوات المتجحفلة - لتحرير المصفى - وبينما هو يستطلع الموقف استهدف بصاروخ حراري غادر فسقط مضرجا بدمه مرددا بفخر كلماته التي بقي صداها خالداً في ضمير الاحرار.

وهكذا التحق الشهيد السعيد بركب جده الحسين(عليه السلام) ليكتب اسمه في الخالدين.

فسلام على من حمل روحه على راحته، وأمهم أذنيه عن سماع المترددين، وترك خلفه اطفالا وعائلة كبيرة تلبية لنداء المرجعية، ونصرة للحق وانقاذ الوطن والمقدسات لك منا اقدس الكلمات واجل العبارات يا أيها الشهيد القائد ابو جواد الحيدري نقول لك وفيت بوعدك ابا جواد.