أدب فتوى الدفاع المقدسة
الشهيد كاظم جواد العيساوي (كاظم أشتر)
2023/10/24
الولادة بابل - قضاء القاسم ١٩٧٠/٧/١٥
الشهادة جبال مكحول ۲۰۱٦/۱/١٥
التشكيل اللواء الرابع عشر
لعل تسطير الكلمات يعجز عن ترجمة حياة هؤلاء الأبطال لما بذلوا وقدموا من تضحيات، ومن أولئك الشهيد كاظم العيساوي الذي نشأ في مدينة القاسم، وترعرع بين بساتينها وتنعم بجوار السيد قاسم بن الامام موسى بن جعفر (عليه السلام)، مستلهماً منه حب أهل البيت (عليهم السلام)، أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة ثم التحق بإعدادية المدحتية، وبعد تخرجه منها لم يحصل على تعيين فانخرط في العمل الحر، واتخذ (القصابة) مهنة له واشتهر بين الناس بعمله الجيد، وتعامله الحسن.
عند صدور فتوى المرجعية كان من أوائل المستجيبين لها، فترك عمله والتحق بصفوف المجاهدين في لواء علي الأكبر ، بدأ مرحلة جديدة من حياته ذات طابع خاص فشارك في معارك جرف النصر وغيرها، وأبدى بسالة وهمة عالية، ولذلك كُلف بقيادة فوج (مالك الاشتر)، وعلى اثر ذلك لقب بـ (كاظم اشتر).
شارك في العديد من المعارك منها (بيجي، وتكريت وعزيز بلد وسامراء، ومناطق حزام بغداد أصيب ثلاث مرات ولم تضعف عزيمته، بل ازداد صلابة واصراراً على مقاتلة داعش، وخلال مرابطته في جبال مكحول التي شهدت تعرضات كثيرة من الدواعش نفذ عمليات نوعية من خلال تسلله ونصبه للكمائن، قتل فيها العشرات من الدواعش المجرمين حتى أن العدو اخذ يحسب له حساباً خاصاً، وقيل إنه وضعت جائزة كبيرة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، ولأجل هذا اضاف له المجاهدون لقباً آخر فسموه بـ ( صياد الدواعش).
من مواقفه الراسخة في الاذهان التي تدل على إيمان راسخ وطيبة نفس تبرعه براتبه لزملائه المجاهدين الذين لم يكن لهم راتب ومما يذكر له من مواقفه انه اثناء اصاباته الثلاث عندما يعوده الاصدقاء للاطمئنان على صحته ويرفعون ايديهم بالدعاء له بالشفاء العاجل يرد عليهم قائلا: ادعوا لي بالشهادة»، فكان يلهج دائماً بالشهادة ليس طمعاً بالجنة، وانما شوقاً لرؤية الامام الحسين (عليه السلام)الذي كان قلبه ينبض بحبه، سطر أكثر من قصة بطولية وأكثر من موقف حتى ذاع صيته في منطقته، وصفوف المجاهدين الذين احبهم واحبوه، وكان من عادته ان يقيم لأبنائه المجاهدين مأدبة طعام قبل التحاقه تشجيعا لهم على الذهاب برفقته، وكان يصطحب معه إلى الجبهة ولده (علي) وهو من القناصين الماهرين.
ينقل زملاؤه المجاهدون عن يوم شهادته انه نهض ذلك اليوم مبكراً، وتناول فطوره، ولبس تجهيزاته العسكرية الكاملة وقال لهم بالحرف الواحد اني ذاهب اليوم إلى الطف»، وتوجه إلى منطقة تسمى (العش) في جبال مكحول وهي منطقة ساخنة، وكأنه على موعد مع الشهادة، اقترب من الدواعش جداً، وأخذ يرمي عليهم عبوات من تصنيعه، ورد الدواعش عليه احدى العبوات وانفجرت عليه لتحلق بروحه الطاهرة الى عليين، ولسانه يلفظ لبيك (يا حسين) انتشر خبر استشهاده بسرعة، وخيم جو اختلطت فيه مظاهر الحزن والفرح، وجرى له تشييع مهيب في مدينة القاسم(عليه السلام) وكربلاء المقدسة، والنجف الأشرف، واقيم له مجلس كبير من قبل العتبة الحسينية المقدسة تقديراً له، ولجهوده الكبيرة، حضره الكثير من الشخصيات الرسمية والشعبية.
حصل الشهيد على شهادة تقديرية قبل استشهاده لشجاعته الفائقة، وخبرته العسكرية المشهود لها في ساحات الجهاد من الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وحصل على موعد للقاء السيد السيستاني به وهو اللقاء الذي كان ينتظره بشوق الا انه رحل ولم يحقق امنيته.
هنيئا لك الجائزة الإلهية التي يتمناها جميع المؤمنين، وحصلت عليها، وسجل اسمك وسط قوافل الشهداء السعداء بأحرف من نور.