لقد كان الشهيد السعيد يتيم الاب توفي والده وهو في سن العاشرة من عمره، نشأ يتيما في عائلة موالية لأهل البيت (عليهم السلام) ، وكان منذ صغره عاشقاً لطريق الجهاد، محاولا المشاركة في الجهاد ضد الاحتلال، حيث كان يقدم للمجاهدين في منطقته حي الجهاد في الكوت ، المساعدة، وذلك من خلال تقديم الأكل والشرب مستغلا عمره الصغير، حيث كان يخرج بين الازقة في منطقته ليتفقد الطريق للمجاهدين على الرغم من شراسة المواجهة بين المقاومة وقوات الاحتلال الأمريكي.
هكذا بقي حب الجهاد والشهادة في سبيل الله مغروساً في داخله حتى أتى الوقت المناسب ليحقق تلك الأمنية التي لطالما تمناها وكان يفصح بها الكل شخص أمنية وامنيتي أن انال الشهادة.
كان الشهيد في وقت تعرض الوطن للغزو الداعشي، طالباً في جامعة واسط / كلية التربية / المرحلة الأولى، إلا أنه قرر أن يترك مقعده الدراسي ليلتحق بركب المجاهدين الاحرار في الحشد الشعبي المقدس ضمن تشكيل كتائب الامام علي (عليه السلام)، وكان راغباً ومتشوقا لأن يرزقه الله الشهادة حتى أنه ترك العديد من الوصايا لأهله في مذكرته الخاصة، وأهم وصية له:
"امي العزيزة، إذا رزقني الله الشهادة أريدك أن تصبري كما صبرت العقيلة (عليها السلام)، وأن تفتخري بولدك لأنه على طريق أبي الأحرار (عليه السلام)».
لقد خاض الشهيد المجاهد مصطفى العديد من معارك الشرف مع العصابات الداعشية حتى كان له موعد مع الشهادة واللحاق بركب الاحرار على أرض بيجي المطهرة بدماء الشهداء.