أدب فتوى الدفاع المقدسة
الشهيد السعيد: رضا حسن عباس الشبكي
2023/11/09
ولد الشهيد في مدينة الموصل، تربى في أحضان والده الذي كان يعطيه أهمية خاصة، لكونه أصغر إخوته ترك الدراسة ليعين والده الذي كان يملك محلا لبيع المواد الغذائية في منطقة كراج الشمال داخل مدينة الموصل، تركت الأحداث الطائفية التي مرت بها البلاد عام ٢٠٠٦/ ٢٠٠٧ أثراً كبيراً في حياة الشهيد رضا، ففي ۲۰۰٦/٩/٢١ قامت تنظيمات القاعدة الارهابية باغتيال والده في المحل الذي كان يكسب عيشه منه، وذلك بإطلاق عيارات نارية كثيفة أصابته في رأسه ليقع شهيداً ويلتحق بالرفيق الأعلى، وكل ذلك أمام ناظري الشهيد الذي لم يتجاوز عمره آنذاك ثلاث عشرة سنة.
قرر بعد هذه الاحداث أن يهاجر مع عائلته الى منطقة سهل نينوى) ليبدأ حياته من جديد، ولكن هذه المرة من دون والده الذي كان دائما الى جانبه، فأخذ يعمل في الأعمال الحرة مع باقي إخوته، ليؤمنوا لقمة العيش إلى عائلتهم.
بعد أحداث السابع من آب عام ۲۰۱٤، وسيطرة داعش على منطقة سهل نينوى، هاجر الشهيد هذه المرة مع عائلته وآلاف العوائل التي نزحت معهم إلى مدينة النجف الاشرف.
انضم الشهيد إلى صفوف الحشد الشعبي بتاريخ ٢٠١٤/٩/١ ، حيث بدأ حياته الجهادية ودخل في عدة دورات تدريبية، منها القنص، وكذلك زرع وتفكيك العبوات الناسفة، وقد اتقنها كلها بشكل جيد، شارك في العديد من المعارك، في حزام بغداد، وسور شناس في سامراء، وتكريت وبيجي
وآخرها في جبال مكحول وقد امتاز الشهيد بالشجاعة والجرأة والمهنية.
بعد تشكيل لواء الإمام الحسين(عليه السلام) الذي ضم المجاهدين من سهل نينوى من الشبك، والتركمان، انتقل الى فوج الرسول الأعظم(صلى الله عليه اله وسلم ) ، ليكون أحد افراده المتميزين، وتولى فيه مسؤولية إحدى السرايا.
يقول أحد أصدقائه عنه: كان الشهيد رضا ذا أخلاق عالية، ورحابة صدر، إضافة الى ذلك كان مؤمنا ملتزما يساعد الآخرين، محباً للنبي وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام)، وذا خبرة جيدة في استعمال الأسلحة، ويعتبر شهيداً للأخوة لأنه ضحى بنفسه من أجل إخوته.
وأما أمر فوجه الشيخ حسن الشبكي فقد قال عنه: كان الشهيد ذا اخلاق عالية، وشجاعة، وتضحية، والضحكة دائماً كانت على محياه، حقيقة نحن اليوم خسرنا الابتسامة الجميلة التي كان يطل بها علينا، كان يحب الجميع، والكل يحبه، ومنذ استشهاده ولحد الآن عندما أذهب ليلاً لأطمئن على المجاهدين، وأناديهم بأسمائهم يا فلان يا فلان وإذا بي دون شعور أنادي يا رضا، فتأخذني العبرة بدموع تجري على خدي، لقد غادرنا رضا، ولكن الى رضا الله سبحانه وتعالى.
تعرض فوجهم الى هجوم من قبل فلول داعش في جبال مكحول، ومن عدة جهات واستمر من الساعة الرابعة فجراً إلى الساعة العاشرة صباحاً، حيث كبدوا العدو الغاشم أكثر من (۲۰) قتيلا، وقد استشهد رضا إثر قيام العدو برمي رمانة يدوية على مجموعته، ولكن ببطولته المعهودة وحرصه على عدم إصابة رفاقه قام الشهيد البطل برمي نفسه على هذه الرمانة محاولاً ان يلتقطها بيده، فحاول ان يقذفها على العدو، ولكنها انفجرت بيده قبل أن تصل إلى العدو لترتفع بروحه الطاهرة إلى الملكوت الأعلى.
رحمك الله أيها الشهيد السعيد، فالتأريخ سيخلد بطولاتك، وبطولات رفاقك في سوح الجهاد والشرف بأحرف من نور لتنير الطريق لسالكي طريق العزة والكرامة .