أدب فتوى الدفاع المقدسة
الشهيد السعيد حردان محمد الجبوري
2024/03/19
الشهيد السعيد حردان محمد الجبوري
الولادة بيجي ١٩٨٥
الشهادة جبال مكحول ١٧ / ١٠ / ٢٠١٥
التشكيل اللواء، العاشر
ترعرع الشهيد (حردان) ونشأ في قرية (المسحك - من قرى بيجي)، اكمل الابتدائية ثم انتدبه الزمن في سني عمره الأولى لرعاية أسرته وإعالتها، فأخذ يمارس الاعمال الحرة، وبعد سقوط النظام البائد تطوع في الجيش العراقي وتنقل في مواقع مختلفة فاكتسب خبرة جيدة في استخدام الأسلحة بكافة أنواعها، كما عرف عنه بحسن السيرة في علاقته الأسرية والاجتماعية، فضلا عن دوره الكبير في إدارة اسرته ورعاية اخوته وتحمله المسؤولية مبكرا.
عند دخول تنظيم داعش الإرهابي حوصر مع عدد من المنتسبين وبمشقة شديدة تمكن من الانسحاب مع مجموعة من رفاقه سيرا على الأقدام حتى وصلوا ( معمل الأسمدة الكيميائية - شمال بيجي).
لم يخلد حردان الى الراحة، حيث صمم على محاربة داعش ونصب الكمائن لهم، وقد اشتبك معهم في احدى المرات وحرق إحدى سياراتهم وقتل من فيها، في حين لاذ الآخرون بالفرار، وتم الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة منها أحادية عيار (١٤، ٥) ملم.
يذكر أن بعض قطعات اللواء (١٤) كانت محاصرة في مقر اللواء، فتحرك الشهيد مع أبناء قريته على أثر إستنجاد أمر اللواء العميد (اوراس) بهم وفك الحصار عنهم.
انتفضت قرية (الزوية) الغربية من المسحك بوجه الدواعش واستنجدت بأهالي المسحك ليققوا معهم، فهب الشهيد (هلال) وهو الأخ الأكبر الحردان وكان معروفا بالشجاعة والرجولة والنصر وإخوته الأربعة ومنهم حردان النصرتهم، وفي هذا الصدد يقول اخوهم الاصغر احمد: قمنا أنا وإخوتي ومعنا الشهيد (حردان) بنصب احادية على إحدى السيارات المدنية، وحملنا معنا كل ما كان في حوزتنا من العتاد والأسلحة، وذهبنا انا وإخوتي الأربعة، وحين وصلنا قمنا بتوزيع ما في حوزتنا من الاعتدة والأسلحة، وصمدنا حتى منتصف الليل وجرت بيننا وبين الدواعش اشتباكات عنيفة استشهد على
إثرها اخونا الأكبر (هلال) وبعد ذلك رجعنا إلى قريتنا.
بعد هذه المعركة بيومين جاء الدواعش إلى قريتنا يبحثون عنا فهربنا انا وإخوتي إلى جبال مكحول وسكنا في اماكن مرتفعة، والخصوصية هذه الأماكن بدأ التعاون بيننا وبين القوات الأمنية حيث كنا نزودهم بتحركات الدواعش
ومن المواقف المتميزة للشهيد حردان مساهمته في تحرير جبال مكحول حيث كان متحصنا في كهوفها وعندما انطلقت عملیات تحریر مصفى بيجي ومن ثم جبال مكحول واقتربت القوات من الجبل خرج اليهم وكان ينتظرهم على احر من الجمر والتحق بهم وأرشدهم بالطرق والمسالك الامنية التي يلزم عليهم سلوكها لمحاصرة الدواعش باعتباره خبيرا بالمنطقة ومسالكها خصوصا وانه قد مضى عليه أكثر من سنة وهو يعيش في كهوف جبال مكحول، تم الالتفاف وتكبيد العدو خسائر كبيرة وتحرير القسم الأكبر من الجبل دون تقديم أي خسائر، وكانت القوة التي التحق بها الشهيد هي (قوات اللواء العاشر / فوج الشهيد سالم البخيتاوي واستمر (حردان) معهم بنشاط عجيب وفرح كبير، وفي إحدى المواجهات مع العدو تقدم امام قوات الحشد وبينما هو كذلك أصابته اطلاقة قناص في رأسه فخر شهيدا في الحال ليختم حياته بأحسن ختام وهي - الشهادة - مضرجا بدمه مدافعا عن وطنه وعرضه.
ونقل جثمانه الطاهر ليوارى الثرى في تكريت، ولكن كيف يمكن أن تغيب عن الأذهان تلك البطولات واولئك المقاومون الافذاذ الذين رفضوا الذل والهوان، ليصيروا منارا يقتدي به الاحرار الى الابد.