الشهيد السعيد حسنين صفاء عباس الكناني
2024/03/20
الولادة، بغداد ۱۹۹۲/۱/۱۲
الشهادة التباعي ٢٠١٥/٥/٢٢
التشكيل العمليات الخاصة / الحشد الشعبي
كان الشهيد مثابرا وجادا وهادئا سمحا غيورا محبوبا من قبل الجميع باراً بوالديه شجاعا مواظبا على الخدمة في المواكب الحسينية واحياء الشعائر، وكان يعمل في كل شهر رمضان على تنبيه الناس عند الفجر المسحور فتعلق الناس به كثيرا.
رغم صغر سنه كان في ايام مقاومة الاحتلال الأمريكي يجنح ويميل إلى العمل العسكري الجهادي وخوض غمار الحرب مواصلا عمله الثوري الذي كان في السر ولا يظهر ذلك عليه الطبعة الهادئ و اصلا عمله الثوري الذي كان : واستمر في جهاده حتى خروج المحتل ولما تعرض الوطن إلى الغزو الداعشي هب للدفاع عن بلده استجابة لنداء المرجعية ولكن والدته التي كانت تحبه حبا خاصا وقفت بوجهه فقال لها: اماه ان لم اذهب انا ولم يذهب غيري فمن سيذهب اذا، حتى ترى العصابات الاجرامية في ديارنا ؟
ذهب الشهيد إلى احد اقاربه الذي يعمل كمسؤول في احدى تشكيلات الحشد طالبا منه ان يذهب معهم إلى الجهاد الا انه رفض ذلك مرارا وتكرارا متذرعا بأن وضع والده غير جيد من الناحية الصحية والمعاشية ولما استيأس المجاهد الشهيد من قبوله للانضمام بسبب هذا العذر لجأ الى اقناع والده وذهبا سوية الى ذلك المسؤول وهو مستبشر، وقال والده للمسؤول الذي هو من احد اقاربه قائلا: «ان ولدي هذا قد نذرته هدية وفداء لسيد الشهداء الامام الحسين (علية السلام) فأرجو منك ان تقبله مجاهدا في سبيل الله حتى ينال الشهادة، قال ذلك وهو كله ذوبان في حب الامام الحسين (علية السلام)حتى شيع ولده شهيدا بكل فخر واعتزاز.
يذكر احد المجاهدين الذين كانوا معه في ايام الجهاد: كنا نعيش معاً في معسكرات الجهاد وكان الشهيد حسنين معنا في ايام الجهاد ضد العدو الداعثي، وكان معنا مبلغون جهاديون دائما يعلموننا مبدأ تطبيق الاخلاق عمليا، وذات يوم تكلم المرشد عن أنموذج حقيقي راه يطبق الاخلاق عمليا امام عينيه فقال لنا المبلغ والله اني من خلال وجودي بينكم رأيت هذا الشاب (حسنين) يسبقكم إلى الخدمة ويبادر إلى كل عمل متعب قبل الآخرين، وأراء دائما يؤثر على نفسه ويساعد اخوانه المجاهدين ويقضي حوائجهم فدار في قلبي شيء توقعت انه يسبقنا إلى الشهادة، وآخر موقف رأيته فيه في احدى الاشتباكات الشديدة والخطرة جدا مع العدو في منطقة الفارسية في جرف النصر رأيت الشهيد بكل ثبات وثقة يتحرك تحت نار الاعداء لينقل الذخيرة إلى المجاهدين فكان الوحيد الذي يتحرك في ساحة الحرب كأنه ملك صالح وكله ثبات وثقة وكأنه يعرف متى يستشهد وينال الدرجة العالية وهذه من سيماء الشهاداء
رجع حسنين من المعركة التي كانت تخاض في النباعي الى البيت لأخذ بعض الاسلحة والمؤن للمجاهدين قبل شهادته بساعات وكان كل ما فعله قبل مغادرته ان ذهب الى كل اصحابه وودعهم وطلب منهم ابراء الذمة ومر على اهل المحال والاسواق التي كان يتردد عليهم في حياته وسدد بعض الديون التي كانت بذمته ثم ودع اهله وطلب من اهله ابراء الذمة ايضا، وهذا على غير عادته فأكد الموضوع وعانق احباءه وارحامه وتوجه ليلا الى الواجب، وكانت مهمته في تلك المعركة التسلل خلف خطوط العدو وجلب المعلومات عن تحركاته والقيام بتوجيه ضربات موجعة لهم وكان متميزا في اختصاصه العسكري على سلاح (7-RPG) ضمن العمليات الخاصة في الحشد الشعبي وعرف في صولات عديدة من خلال دقة اصابته الاهداف والسرعة في معالجتها مرددا نشيد الاباء (يا زهراء.... يازهراء) واستمر في جهاده حتى فاضت روحه الطاهرة بعبوة الغدر على ارض النباعي، وعندما وصل خبر استشهاده الى عائلته وصادف يوم شهادته الثالث من شعبان قال والده: «انه هدية الامام الحسين وشفيع لنا ان شاء الله اللهم تقبله عندك واخلف على اهله في الغابرين.