أدب فتوى الدفاع المقدسة
فتوى الدفاع المقدس حصن الأمة وسدها المنيع
2024/06/22
أننا اليوم جميعا نتذكر ويتذكر العالم بأسرة، في مثل هذه الأيام ذكرى صدور فتوى الجهاد الكفائي، التي أفتى بها المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) ، أنه يوم ليس كسائر الأيام، يوم لايتجدد ألا حين يدِقُّ ناقوس الخطر المحدق بالأمة، وتكون مآلات الأمور قد قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، يوم نطق فيه الحق مُتجرِّئ وبشَجاعةً في إصدار فتوى أحدثت هزّةً زلزلت الأرض تحت أقدام الظلاميّين، والإرهابيين المعتدين، والدول الداعمة لهم، الذين يريدون بأهل هذا البلد شرّاً، حيث لآقت الفتوى المباركة منذ الوهلة الأولى لإصدارها أستجابة واضحة وكبيرة من قبل عامة الناس، وأنظم العديد من المتطوعين إلى صفوف المجاهدين، وهب الجميع كهولا، وشيبا وشبابا، تاركين خلفهم عوائلهم وأموالهم، وكل متعلقاتهم الدنيوية، وكانت غايتهم المثلى هي الشهادة، إيمانا منهم بأن من يسقط مدافعاً عن حياض الوطن ضدّ المعتدين فهو شهيد ، والمصير إلى الجنان، كما جاء في نص الفتوى المباركة، حيث توافد عشرات آلالاف من المتطوعين إلى سوح الجهاد، وتم تنظيمهم إلى أفواج وألوية، أنتج منها قوات الحشد الشعبي الأبطال، والذي أصبح أعداد المتطوعين فيها يقدر بمئات الآلاف، وهذا الأمر يدل على عمق الترابط بين الناس ومرجعيتهم، وكذلك مدى الترابط الروحي والعقائدي بينهما، حيث أعتبرت المرجعية الدينية العليا الموجه الأول للأحداث، والقائد الأوحد للجهاد في سبيل الله، من أجل الحفاظ على الأرض، والعرض، والمقدسات، وأنها أكثر الناس إدراكا لعظم وخطر المسألة التي تحيط في جسم العراق وأهله، فضلا عن أن هذه الفتوى المباركة ألهبت في نفوس الناس الروح الوطنية الكامنة، ومنحتهم العزيمة للمضي في الدفاع عن الوطن، وتطهيرهم للأرض من رجز داعش الإرهابي، وها نحن اليوم نشهد أنتصارات المتطوعين الأبطال وابناء العشائر الغيارى واستبسال القوات الامنية ، وشجاعتهم التي أصبحت يعرفها القاصي والداني، ويشهد لها بالبطولات، التي أستمدوها من مرجعيتهم الرشيدة، هذه هي المرجعية التي تجسد في الماضي والحاضر والمستقبل، أروع وأنبل قيم الإسلام المحمدي الأصيل، الإسلام الذي يحثنا على السلم والتآخي وحقن الدماء، والدفاع عن كل القيم الإنسانية من أي معتد غاشم، فخلاصة الحديث، لولا هذه الحنكة والشجاعة والإيمان الحقيقي الراسخ في مرجعيتنا الرشيدة، وإصدارها فتوى الدفاع المقدس المباركة، لقريء على الدنيا السلام، ولتحولت الحياة إلى غابة يصول ويجول فيها الوحوش البشرية، ولأصبحنا جميعا اليوم في خبر كان، فبفضل هذه الفتوى المباركة أنتصرنا، تلك الفتوى التي ستضل أصدائها خالدة على مدى الدهور، يتذكر فضلها الأجيال جيلا بعد جيل، فبفضلها ننعم بالأمن والسلام والطمأنينة اليوم ،فهي التي رسمت لنا ملامح المستقبل الآمن الزاهر، وأصبحت حصن أمتنا وسده المنيع، فسلام على من أطلقها، سلام من الأطفال، سلام من الفتية والشباب، سلام من النسوة والأمهات، سلام من كل حرة أبية، سلام من جميع الرجال والآباء عليك مرجعنا المفدى أبا محمد رضا، وعلى مرجعيتك الرشيدة، التي كانت صمام الأمان في أحنك الظروف، تلك هي المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام الله ظله الوارف) ، وأبقاه ذخرا للإنسانية جمعاء ...