رجال الله كانوا في العراق
2024/10/23
كثيراً ما تتردد على الألسن حكايات وصف الشيبة المجاهدين في الحشد الشعبي بالصحابي الجليل حبيب بن مظاهر، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، رجال تجاوزوا السبعين أو الثمانين من أعمارهم، إلا أنهم لم يتوانوا في حمل السلاح، تلبية لنداء المرجعية الدينية بالدفاع المقدس عن العقيدة والوطن.
كل له قصص يرويها، تسعد من يسمعها، وتسر من يتابعها، شيبة أخذ الدهر منهم مأخذه، حيث السنين العجاف التي مرت على العراق....
حروب وبؤس، وصراع من اجل البقاء، وويلات المتسلطين، وبلاء الحكومات الظالمة وسياستها، كل ذلك لم يمنع من فُطِرَ على حب الوطن، وذاب بعشق تربته، وتغذى من غيرته بالدفاع عنه، بوجه اشد الجماعات كفراً وإجراماً في تاريخ العراق المعاصر.
رجال الحشد الشعبي، فعلاً من قال إنهم رجال الله في أرضه، هم الصفوة، الذين نالوا التوفيق الإلهي، وهبوا تاركين الأهل والمال، فيا ليتنا كنا معكم تحققت وهذا الدعاء استجيب لمن ردده من نية صادقة، ما حدث في كربلاء عام ٦١هـ، عاد في العراق منتصف ٢٠١٤، وصدق المؤمنون القول، وفعلوا ما لم يتوقع، ولنا بمواقف أولئك الرجال الغيارى دروس تُدرس للأجيال.
تعرضت إحدى محاور ألوية الحشد، لهجوم مباغت فجر أحد الأيام من قبل العصابات الإرهابية في حزام بغداد، استعد المجاهدون لصد العدو، وبدؤوا يوجهون فوهات بنادقهم لكل حركة يعتقدون أنها خطر يداهمهم أكثر من كانت إطلاقات بندقيته تسبق الآخرين، الرجل الشيبة المجاهد «عاجل شبوط»، منعه أمر النقطة من الرمي بلا هدف، اختفى ذلك الغيور، انتهى الهجوم بعد ساعات، ولم يُعرف مصيره.
كان على سواتر الصد الأولى مجاهدو فوج المغاوير الشباب المتمرّسون على قتال المدن، استمر الهجوم من الساعة الخامسة فجراً حتى الحادية عشرة ظهراً، لم تصل إليهم سوى قناني الماء، وهم تحت لهيب شهر آب ،۲۰۱٤، تفقد قائد الفوج «أبو مصطفى العيداني» مقاتليه، فاستغرب بوجود أحدهم
يلبس الدشداشة العربية) ويلف رأسه بالشماغ الأبيض» من أنت؟!
أنا أبو احمد من فوج السماوة.
قال القائد من جاء بك إلى هذا المكان؟
فأجاب الرجل الشيبة جابتني غيرتي وفزعت).
القائد: أنت رجل كبير، والقتال على السواتر يحتاج الشباب، ومهاراتهم القتالية.
فرد عليه صح احنه شياب، لكن وقت الحرب ما تعرف بينا الشايب من الولد، والسيد أعطى
فتوی فزعت ،زلم، وإني عمك بوقت اللازم تعرفنا بس نادي حيهم.
صمت القائد، ماذا يقول؟ والله اسجد أبوس أيدك!
هكذا هم الرجال الأفذاذ، شيبة هبوا يقاتلون ليس من أجل المال والمناصب والسلطة، إنما دفعتهم عقيدتهم وولاؤهم لوطنهم، أمام عصابات لا تعرف معنى الإنسانية، فكيف تصون حرمة الإنسان!؟ وفعلاً تجسدت أسمى صور الرجولة والشجاعة والإيثار، خلال مواقف رجال الفتوى المقدسة، الذين
يستحقون أن تخلد أسماؤهم في صفحات تاريخ العراق الخالد.