أدب فتوى الدفاع المقدسة
مسيرة وفاء وشهادة دفاعاً عن الوطن
2024/10/30

الشهيد السعيد : عباس حسن الحميداوي
الولادة: بغداد ١٩٤٩
الشهادة: الضلوعية ٢٩ / ١٢ / ٢٠١٤
التشكيل اللواء الرابع والعشرون
ولد الشهيد المجاهد في مدينة الصدر المجاهدة وأكمل دراسته الاعدادية هناك في اعدادية (قتيبة) تقدم للكلية العسكرية وتم قبوله في الدوره (۵۲) لسنة ۱۹۷۱ وتخرج منها في العام ١٩٧٤ برتبة ملازم باشر العمل في الجيش العراقي برتبة ملازم وتدرج في عمله حتى وصل الى رتبة نقيب ثم تم فصله لأسباب سياسية حيث أُعدم ابن عمته (الشهيد باقر الصبيحاوي)، وبعد فترة طلبته وحدته العسكرية فعاد وحصل ارجاعه على رتبة (رائد) وكان قد استحق الالتحاق بكلية الاركان على دورته، وحصل على رتبة رائد ركن استمر بالعمل في وحدات الجيش، حيث عمل في اصناف عدة منها الدروع والتدريس والإدارة، فكان يعمل مدرساً في كلية الاركان العسكرية، وبعدها عمل بصفة مدير عام للصنف الاداري وحتى سقوط النظام البعثي المباد في عام ٢٠٠٣. بعد أن أعيد تشكيل الجيش العراقي مرة أخرى حاول الرجوع للخدمة فيه، ولكنه لم يوفق لذلك باعتبار أنه كان قد أحيل على التقاعد.
وحينما اصدرت المرجعية الدينية فتوى الدفاع الكفائي لبى ذلك النداء، وقام بشراء تجهيزات عسكرية كاملة والتحق بصفوف الحشد الشعبي حيث أدرك بأن واجبه يقوم على اساس الانخراط في صفوف هذه القوات، وأصبح مستشارا، فبذل جهده في تقديم خبراته وتجاربه العسكرية الا انه كان يشارك بنفسه مع المجاهدين في قتال الدواعش، حيث كان يتقدمهم ويتسابق معهم بالرغم من كبر سنه وكان يشد من هممهم ويكرر عليهم القول: ان هذا طريق الامام الحسين).
شارك في جميع المعارك التي خاضها الحشد الشعبي خصوصا في محافظة ديالى، كمعركة (العظيم وجلولاء وإمام ويس)، فكان من المتفانين في جهاده، حيث لم يكن ينزل لعائلته الا يوماً واحداً او ليلة واحدة ليعود في اليوم الآخر الى الجبهة، وهناك كان يشارك المجاهدين في المأكل والمشرب والمنام وهذا ما ولد حباً له في قلوب المجاهدين.
في معركة فك الحصار عن آمرلي تقدم القوات كي يقوم بتوجيههم، ولما طلب منه المجاهدون ان يحترس من الرصاص قال لهم: نحن سائرون الى الشهادة، فلا نعطي ظهورنا ونفر من المعركة مع هؤلاء الدواعش»، فاشعلت كلماته تلك شرارة الحماسة في قلوب المجاهدين.
في معركة تحرير جرف الصخر أوكلت اليه قيادة القوات المتجحفلة في ديالى بعد انتهاء المعركة، اتجهت القوات لفك الحصار عن الضلوعية وبلد وتحرير المناطق المجاوره لها، فعمل الشهيد على تهيئة طريق الامامين العسكريين الا هو والشهيد القائد أبو منتظر المحمداوي، فكان له الدور الكبير في مسح الطريق وإزالة العوائق الموجودة فيه، وعمل على فتح معبر النعمان الذي يربط محافظة ديالى بصلاح الدين، وكان المعبر الوحيد الذي استخدمته القوات للعبور الى صلاح الدين، فتحركت القوات وعبرت بسلام وبدأت معركة فك الحصار عن الضلوعية، فقاتل فيها الشهيد لمدة ٤ ايام حيث كانت المعركة ضارية والمواجهات عنيفة جدا، حيث كان الشهيد يتقدم المجاهدين ويشد هممهم وحينما طلب منه احد المجاهدين ان يحترس رد عليه قائلا: «يا بني انني قد كبرت وأصبحت شيخا وانني انتظر الرصاصة التي انال بها الشهادة مع الحسين (علية السلام).
وكان ذلك قبل شهادته.
في اليوم الرابع وصلت القوات الى فلكة الضلوعية في الساعة الثالثة ظهرا تقريبا تحت ظل قصف واشتباك عنيف، وما هي الا لحظات حتى اخترقت رصاصة غادرة من قناص داعشي جبان الجهة اليسرى من صدر اللواء عباس القريبة من قلبه الذي كان يفيض حباً بالعراق ومقدساته ولترتفع تلك الروح الطاهرة نحو خالقها راضية مرضية، وليبقى عالقا في اذهان جميع من خالطه خصوصا أهالي الضلوعية الذين قدم دمه من اجلهم ولتبقى كلماته التي رددها يوما وهو يقول: «هنا نموت ولا ننسحب هنا واحد يموت بشرف وما ينسحب دليلا على شجاعة واخلاص شهيدنا القائد، وليلقى ربه صائما مجاهدا قد نال الشهادة التي كان يتمناها وليكتب اسمه في سجل الخالدين من انصار الإمام الحسين (علية السلام) .
استقبلت عائلة الشهيد النبأ بكل رحابة صدر وصبر؛ لأنهم كانوا على يقين بأن والدهم نال الشهادة.
أصدر رئيس الوزراء العراقي السيد حيدر العبادي بيانا نعى فيه الشهيد اللواء، وأُقيمت على روحه الطاهرة مجالس الفاتحة في مناطق مختلفة ونصب له اهالي الضلوعية صورة كبيرة في مقبرة شهداء الضلوعية تقديرا وتكريما لجهوده في تحرير مدينتهم.
فهنيئا لشهيدنا الغالي الذي أحسن الاختيار ورزقه الله أحسن الختام -الشهادة دفاعا عن الوطن والمقدسات.




#موقع_فتوى_الدفاع_الكفائي