أدب فتوى الدفاع المقدسة
كإنك تشتمني
لم أكن ولا صاحبي ممن دأبوا على كتابة الرواية، أو تعلموا فنون القصة؛ لتسحر كم بقراءتها ونشدكم بأحداثها، لذا التمس القارئ الكريم أن يتمم الحكاية حتى النهاية، صاحبي يعمل في مستشفى الكفيل التخصصي، يتفقد المرضى وخصوصاً جرحى الحشد الشعبي شـ شده ذلك الشاب ذو الأصول العلوية الميسانية الجنوبية، وهو يستنجد به أن يتدخل لتسريع بتر رجله من أسفل الركبة.
- ولم يا سيد؟ الناس تدفع الملايين كي تُبقي إصبعاً، وكادرنا الجراحي يقول إنَّ هناك نسبة كبيرة في نجاح العملية، وستشفى وتسلم لك رجلك، وأنت تقول اقطعوها! هل تؤذيك الى هذا الحد؟
- كلا يا صديقي...
انفض الممرضون والأطباء، وأشار لي أن أدنو منه، وهمس في أذني انني اخشى أن يطول زمن العملية وتداخلاتها، وما أعرفه أن البتر سريع الشفاء، فأنا متشوق للعودة الى القتال !!!
- أتبتر ساقك وتعود؟
- نعم والله أعود!
كانت بقربه عربة معوقين كهربائية تعمل بالبطارية، التفتُ إليها شاهدت آثاراً للواصق على واحدة من دكتيها، قلت له: ما هذه ؟
فأشار لي أن أدنو منه ثانيةً إصابتي قبل أكثر من عام، وقد التحمت رجلي على عيب شديد أعاقتني من الحركة، فأهديت لي هذه العربة، وعدتُ الى القواطع لأقاتل عليها، فأربط عليها الـ بي كي
سي وأقاتل!
ثم أردف قائلاً: وحقك كان قتالي يتعجب منه الأصحاء !!!
- أشعر وكإنك تشتمني فأين انا مما أسمع وأرى؟ اني احتقر نفسي، أكره نفسي أنلتذ بنعيم ومثلك
هناك...
- لا لا انت قدمت لي خدمةً كبيرةً، نحن بتنا إخوة، أشعر بالراحة للحديث معك، أرجو ان لا يطلع أحد على حديثي معك..
- اسمع مني، في إحدى المرات اشتدت المواجهة مع داعش والـ (بي كي سي) مربوطة بالعربة فتقدمت عليها وصعدت بعضاً من الساتر، وعندما تطلب الأمر نزولي والرصاص ينهمر كالمطر نقد
شحن البطارية وتوقفت العربة، فأسقطت نفسي منها متدحرجاً لأسفل الساتر...
يقص علي ذلك وهو يضحك وكأنه أراد أن ينتشلني من حزني !!!
يقول صاحبي أردت أن أسبر أغوار هذا الشاب ما دوافعه؟ ما هي أهدافه؟ كيف يفكر؟ أهو مسلوب العقل بالمد الجمعي ؟ يُراني؟ طائش؟ يطمع في غنائم؟
فلم أجد سوى فطرة نقية ومعارف دينية على قدر الحال، وفيض لا يوصف من الشجاعة والوطنية
والغيرة.
سألته أخيراً وليتني لم أسأله:
- أين تسكن الآن؟
في المقبرة.
لا لا، أنت تمزح معي، اخبرني بصدق اين تسكن؟
- صدقني فأنا لا امزح معك، أسكن في مقبرة النجف، تركت عيالي هناك إذ انشأت لهم سقفاً في قطعة (تجاوز) داخل المقبرة! لا عليك الله يدبر الامور، وهو ارحم الراحمين!
- ولم يا سيد؟ الناس تدفع الملايين كي تُبقي إصبعاً، وكادرنا الجراحي يقول إنَّ هناك نسبة كبيرة في نجاح العملية، وستشفى وتسلم لك رجلك، وأنت تقول اقطعوها! هل تؤذيك الى هذا الحد؟
- كلا يا صديقي...
انفض الممرضون والأطباء، وأشار لي أن أدنو منه، وهمس في أذني انني اخشى أن يطول زمن العملية وتداخلاتها، وما أعرفه أن البتر سريع الشفاء، فأنا متشوق للعودة الى القتال !!!
- أتبتر ساقك وتعود؟
- نعم والله أعود!
كانت بقربه عربة معوقين كهربائية تعمل بالبطارية، التفتُ إليها شاهدت آثاراً للواصق على واحدة من دكتيها، قلت له: ما هذه ؟
فأشار لي أن أدنو منه ثانيةً إصابتي قبل أكثر من عام، وقد التحمت رجلي على عيب شديد أعاقتني من الحركة، فأهديت لي هذه العربة، وعدتُ الى القواطع لأقاتل عليها، فأربط عليها الـ بي كي
سي وأقاتل!
ثم أردف قائلاً: وحقك كان قتالي يتعجب منه الأصحاء !!!
- أشعر وكإنك تشتمني فأين انا مما أسمع وأرى؟ اني احتقر نفسي، أكره نفسي أنلتذ بنعيم ومثلك
هناك...
- لا لا انت قدمت لي خدمةً كبيرةً، نحن بتنا إخوة، أشعر بالراحة للحديث معك، أرجو ان لا يطلع أحد على حديثي معك..
- اسمع مني، في إحدى المرات اشتدت المواجهة مع داعش والـ (بي كي سي) مربوطة بالعربة فتقدمت عليها وصعدت بعضاً من الساتر، وعندما تطلب الأمر نزولي والرصاص ينهمر كالمطر نقد
شحن البطارية وتوقفت العربة، فأسقطت نفسي منها متدحرجاً لأسفل الساتر...
يقص علي ذلك وهو يضحك وكأنه أراد أن ينتشلني من حزني !!!
يقول صاحبي أردت أن أسبر أغوار هذا الشاب ما دوافعه؟ ما هي أهدافه؟ كيف يفكر؟ أهو مسلوب العقل بالمد الجمعي ؟ يُراني؟ طائش؟ يطمع في غنائم؟
فلم أجد سوى فطرة نقية ومعارف دينية على قدر الحال، وفيض لا يوصف من الشجاعة والوطنية
والغيرة.
سألته أخيراً وليتني لم أسأله:
- أين تسكن الآن؟
في المقبرة.
لا لا، أنت تمزح معي، اخبرني بصدق اين تسكن؟
- صدقني فأنا لا امزح معك، أسكن في مقبرة النجف، تركت عيالي هناك إذ انشأت لهم سقفاً في قطعة (تجاوز) داخل المقبرة! لا عليك الله يدبر الامور، وهو ارحم الراحمين!
