الشّهيدُ السّعيدُ الشّيخ جليل شهاب أحمد الأسديّ
2024/12/20
الاسم: الشهيد الشيخ جليل الاسدي
المواليد: 1965
محل الولادة: البصرة
تاريخ الاستشهاد: 2016/1/4
مكان الاستشهاد: الثرثار
في محافظة البصرة (كَرمة علي – بني مالك الشمالية) وفي أسرة موالية لآل البيت(عليهم السلام)، ومؤمنة بالخط الجهادي ولد الشيخ الشهيد جليل الأسدي أكمل دراسته الابتدائية المتوسطة في منطقته، ولم يتمكن من مواصلة الدراسة؛ بسبب ظروفه الصعبة عرف عنه التزامه الديني العالي، وحبه الشديد للشعائر الحسينية وأحيائها، مما جعله يتعرض للضغوط من قبل أزلام حزب البعث المجرم, حيث كان يُصرّ منذ صغره على قراءة مقتل الإمام الحسين(علية السلام) في العاشر من شهر محرم الحرام من كل عام.
حبه الشديد للمنبر الحسيني وتعلقه العالي بالدين مهّدا له الطريق ليسلك درب العلم، وليلتحق بالحوزة العلمية في النجف الاشرف عام 1995م رغم الظروف الصعبة التي كان يعيشها طلاب الحوزة والمضايقات التي كانوا يتعرضون اليها، لكن الشيخ جليل الاسدي أختار الحوزة عن قناعة تامة، وبقي مستمراً في الدرس حتى العام 2004م.
بعد قطعه شوطاً كبيراً في الدراسة الحوزية أختار الشيخ العودة الى دياره في البصرة معتمداً للمرجع الديني آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي (دام ظله)، وبدأ يزاول نشاطه الاجتماعي والديني والثقافي خدمة لأبناء بلدته.
تمكن الشيخ من بناء حسينية أسماها حسينية السيدة رقية÷؛ لتكون مركزاً لنشاطه الاجتماعي والديني، ولتكون مركزاً لتوزيع المساعدات على أكثر من 600 عائلة من المستضعفين الفقراء والايتام، وتسلم سماحة الشيخ مسؤولية هيئة المواكب الحسينية في (مدينة الحارثة)، والتي تضم ما يقارب الـ (300) موكباً.
لم تبعده انشغالاته هذه عن مزاولة عمله التبليغي فكان الشيخ يحرص على إحياء مجالس الوعظ والارشاد في مختلف المناطق، وخصوصا المناطق النائية، حيث كان يحيها بنفسه هناك.
رغم كل هذه النشاط والتفاعل والانشغال إلا أنه بعد صدور الفتوى المباركة للمرجعية الدينية التحق سماحة الشيخ بالجهاد وضمن تشكيلات اللواء السابع (لواء المنتظر)؛ ليقوم بدوره التبليغي الى جانب مسؤولياته التي مُنحت إليه؛ ليكون معاونا لآمر القوة السيد داغر الموسوي.
امتلك الشيخ شخصية نافذة في القلوب فكانت له مكانة كبيرة في نفوس المجاهدين، قريب منهم، يحثهم دائما على الثبات والإقدام والتضحية والفداء، فكان يتقدمهم لا يهاب الموت، مستقبلا رصاص الاعداء مستبسلا في قتالهم فلم ينثنِ يوما أمام رصاصهم الغادر، وخلال فترة تواجده مع القوات شارك بتحرير مناطق عديدة، اهمها معركة (عزيز بلد، واليوسفية، وسيد غريب، والزلاية، ومكيشيفة، والثرثار).
حيث كان يحمل معه الروح المحمدية، ففي تحرير منطقة عزيز بلد خرجت العوائل المتواجدة في المنطقة، وما ان رآهم الشيخ حتى ذهب إليهم، وهدأ من روعهم، وبدأ يوزع عليهم الطعام، وأخذ يخاطبهم قائلاً: (أنتم في أمان فنحن لا يُظلَم عندنا أحد) وهناك خرجت اليه إحدى النسوة وقالت: (هذه أبنتي غير متزوجة خذوها لكم، فرد عليها الشيخ قائلاً: (ليس من تعاليم ديننا وأخلاقنا الإسلامية، ولا تعاليم مدرسة أهل البيت^ أن نفعل مثل هذه الفعلة، أنها فعلة الانذال الدواعش، ونحن أتباع أهل البيت(عليهم السلام).
كان يشارك القطعات والتشكيلات الأخرى في قتالهم عندما يتعرضون الى هجوم من قبل الدواعش، ففي منطقة الثرثار اتجهت سيارة مفخخة باتجاه قطعات الفرقة العاشرة وبهدف اسقاط الجسر الرابط هناك، فما كان من الشيخ إلا أن وضع سيارته الخاصة أمام العجلة المفخخة على الطريق المؤدي الى الجسر؛ كي تكون سداً أمامها وهذا ما كان، حيث اصطدمت بسيارة الشيخ وانفجرت العجلة دون ان توقع خسائر كبيرة، فقام بشحذ همم الجنود في الفرقة العاشرة، واعطاهم زخماً معنوياً للثبات أمام العدو بعمله البطولي هذا.
في عمليات تحرير منطقة الثرثار صلى سماحة الشيخ صلاة الظهيرة بعد أن طلب من بعض المجاهدين حمايتهم أثناء إقامة الصلاة، فلما أنهى صلاته رفع سلاحه وتقدم نحو العدو الداعشي، فما هي إلا لحظات حتى فاضت تلك الروح السامية نحو السماء برصاصة غدر اخترقت صدر الشيخ ليُسقى من كأس الشهادة، الكأس الذي لا يظمأ بعده أبداً، وليسقي الأرض بدمائه الطاهرة، وليلتحق بركب أنصار الحسين(رضون الله عليهم) مجاهداً، ومبلغاً، وشاهداً، وشهيداً.
بعد أن ضرب مثلاً متميزاً بشجاعته كما جسد أخلاق أهل البيت(عليهم السلام) بمروءته.