أدب فتوى الدفاع المقدسة
الشهيد المجاهد الشيخ مصطفى حامد عبد الرضا السراي
2025/01/05
الاسم: الشهيد الشيخ مصطفى حامد عبد الرضا السراي
المواليد: 1991/12/25
محل الولادة: بغداد
تاريخ الاستشهاد: 2014/12/25
مكان الاستشهاد:صلاح الدين / بلد


الشهيد السعيد من عائلة عُرفت عنها بأنها مدرسة للعطاء، قدّمت أغلى ما تملك في سبيل الدفاع عن الوطن والمقدسات، فمع بداية انطلاق الفتوى الجهادية المباركة قام والد الشهيد بفتح مركز للتدريب ورفد فصائل المقاومة بالمجاهدين المتدربين، وكان أول الملتحقين الشيخ مصطفى السراي مع والده وجدّه وإخوانه، وبعدها أنظم إلى سرايا الجهاد ضمن الحشد الشعبي المقدس ليكون مجاهداً ومبلّغاً ومعلّماً في سوح الشرف والجهاد. الشيخ مصطفى كان له من العمر أربعة وعشرون عاماً ملؤها العطاء والفداء، قضى عمره في خدمة الناس وإرشادهم حيث يذكر والد الشهيد: إنه كان دائماً يسعى للتبليغ في مناطق يقل حضور المبلّغين فيها في المساجد والحسينيات في المناطق النائية، وكان يقول: إن هؤلاء الفقراء أولى بالوعظ والإرشاد من غيرهم. كان عاشقاً للجهاد والحضور في الجبهات، وكان عندما ينهي واجبه مع سرايا الجهاد يذهب إلى البيت ليبقى يوماً واحداً أو يومين، ثم يلتحق بفرقة الإمام علي× التابعة للعتبة العلوية المقدسة، باذلاً كل ما بوسعه في سبيل الجهاد فحتى سلاحه الذي كان يستخدمه قد اشتراه بأمواله الخاصة.

ومما يذكر أقرانه من مواقفه الجهادية أنه في أحد الأيام تعرّضت سيارة أحد المجاهدين إلى إطلاق نار أثناء المعركة، وكان أخو المجاهد بمعية الشيخ، ولم يستطع أن يذهب لإنقاذ أخيه لشدة القنص، فعندها هب الشيخ لإنقاذه رغم محاولة منعه من الإخوة الذين كانوا معه، ولكنه رفض ذلك، وأسرع نحو السيارة وإطلاقات الرصاص تأتيه من كل جانب، وأنقذ المجاهد الجريح.

هكذا كان الشهيد طيباً وشجاعاً ومضحياً بروحه الطيبة التي جذبت كل مكونات الطيف العراقي من السنة والمسيح والكرد وغيرهم، فكانوا جميعاً يخدمون في (موكب الأحرار) حيث جمعهم حبّ الوطن والنفس الطيبة للشيخ مصطفى الذي كان حاثاً إياهم على وحدة الصف والكلمة، وقبل شهادته قام بجمع بعض الأموال من الأصدقاء والأقارب لشراء مؤن للمجاهدين، ولم يستطع أن يشتري بها، فأوصى زوجته أنه إذا استشهد فلترجع الأموال إلى أصحابها.

وكانت المعركة الأخيرة في بلدة يثرب، وقبل بدئها صادفت إجازته، ولكنه رفض النزول وعندما ناقشه البعض قال لهم: أنا الآن دخلت في إجازتي وغداً سيبدأ الهجوم لقوات العتبة العلوية، وهو ماكنت أنتظره فكيف أذهب إلى البيت؟ فقال أحد أقرانه: إن الشيخ سيستشهد، فللعاشقين لغة لا يفهمها إلّا من عشق الشهادة، وفي أثناء المواجهة أصابت جبهته المباركة رصاصة غادرة لتعرج بروحه إلى الملكوت الأعلى.

ومن المفارقات الملفتة إن يوم شهادته يصادف نفس يوم ولادته ولم تمضِ سنة على شهادته حتى التحق به أخوه الملازم المجاهد محمد بتاريخ 4/11/2015م والذي كان هو الآخر لا يبقى في بيته إلّا أياماً معدودة، فعندما كان ينزل في فترة إجازته من الجيش يلتحق بالحشد الشعبي المقدس، فمسلسل العطاء لا ينضب في هذا البيت المبارك العظيم، لقد ترك الشيخ مصطفى أبنتين بعمر الورود وهما فاطمة وفاطمة الزهراء بعد أن قدم نفسه دفاعاً عن أولاد فاطمة÷ التي عشقها بكل وجوده.
صور من الخبر