الشهيد السيد نور مهدي علي الياسري، من مواليد عام 1960 في ناحية الهارثة بمحافظة البصرة، عاش حياةً بسيطة في كنف أسرة مؤمنة غرست فيه حب الدين والوطن. كان السيد نور أبًا لسبعة أبناء، ربّاهم على قيم التضحية والإخلاص، وكان مثالًا للأب الذي يحمل همَّ أسرته ووطنه معًا.
حين صدرت فتوى الدفاع الكفائي المباركة، لم يتردد السيد نور في تلبية نداء المرجعية العليا. لبّى النداء بروح المؤمن الذي يعرف أن الدفاع عن الأرض والعرض والدين واجب مقدس. حمل سلاحه وانطلق إلى ساحات القتال، حيث واجه أخطر التحديات التي عصفت بوطنه.
كانت مواقفه في ميادين المعارك تعكس شجاعة استثنائية، وقد شهدت له رفاقه بالبطولات التي سطّرها بدمه. في يومه الأخير، وبينما كان يقضي لحظاته الأخيرة بين إخوانه المجاهدين، تحدث بكلمات وداعٍ تحمل معاني الرضا والتسليم. قال إن وقت الرحيل قد اقترب، وكان يبتسم وكأنه يرى نور الجنة أمام عينيه.
في العاشر من مارس عام 2015، استشهد السيد نور مهدي علي الياسري في ميدان الشرف، حيث امتزجت دماؤه الطاهرة بتراب الوطن، لتكون شاهدًا على أسمى معاني التضحية والإخلاص. لقد رحل وهو ثابت على مبادئه، محتسبًا صبره وجهاده لله سبحانه وتعالى.
إن دماء الشهيد نور وكل الشهداء الأبرار هي التي حفظت الدين وصانت الوطن. نعاهدهم أن تبقى ذكراهم خالدة في قلوبنا، وأن نمضي على طريقهم بكل وفاء. رحم الله أرواحهم التي أنارت لنا دروب الكرامة، والفاتحة المباركة على روح الشهيد السيد نور مهدي علي الياسري وأرواح جميع الشهداء.