أدب فتوى الدفاع المقدسة
كرار التميمي... الفتى الذي زوّر هويته ليحفظ هويته
2025/02/03

الاسم: الشهيد كرار علي طعمة التميمي
المواليد: 1997
محل الولادة: البصرة
تاريخ الاستشهاد: 2017/4/26
مكان الاستشهاد: الحضر

عنوان لقصة أدبية عن شهيد، صمت جعل من صاحب الـ١٦ ربيعًا مجاهدًا عتيداً، لم تستقبله كتائب الإمام علي عليه السلام لصغر سنه، لكنه كان كبير العقل، فعندما رأى أن القانون يقف حجر عثرة بينه وبين الجهاد راح ومزّقه لأنه لا يحمي الأعراض، فزوّر هويته لأجل حماية هويته، مع يقينه بأن الشرطة لو أمسكته لأدانته بالتزوير، مع أن تهمته الأصل هي التحرير، تحرير بلده من كل دنس يدنسه.
“كثرة الأصحاب تؤدي إلى ضياع الوقت”، هكذا كانت إجابته عندما سئل: لماذا عدد أصاحبك قليل؟ ليسخّر كل جهده وتفكيره في الذود عن الوطن والمقدسات، وحتى علاقاته اقتصرت على من في الجبهة.
في جامع الفتاح أصيب البطل، لكنه لم يحنِ سلاحه الـ(ففتيكار) الذي يعشقه أكثر مما تعشق الحمامة صغارها، أما حديثه مع أهله فكان حديثاً شيقاً عندما يقول: “نحن نقاتل وبظهرنا الحسين عليه السلام”.
أصيب كرار ونقل إلى الطبابة، فكان أن تعرف عليه أحد الأشخاص هناك وتعلّق به أشد تعلق، حتى إذا ما أصيب في بيجي يقول: “سألته لماذا لم تخبرني بإصابتك؟ فأجاب: (لا أحب أن أخبرك بأمر يحزنك). وعندما طلبت منه الكف والعودة إلى بيتهم رفض كلامي قائلاً: (أتريد أن أترك الجهاد وأنا أمنيتي الشهادة في هذه المعركة؟!)”.
وأضاف: “بعدها ذهب مع أصدقائه ليأتي في وقت آخر إلى قاعدة سبايكر فاتصل بي ليراني، وكنت فرحًا جدًا بكرار، ما أجملها من لحظات عندما التقيته إذ كنت مشتاقاً جداً لرؤيته.. قال لي: (أنا متعب)، فبقي عندنا يومين وبعدها طلب الرحيل الى مقر كتائب الإمام علي، قلت له لماذا لا تعود إلى البيت؟ فأجاب: (أنا أبحث عن الشهادة)، فأوصيته بالحفاظ على نفسه، وانقطعت أخباره حتى علمت أنه أصيب مرة أخرى”.
وأشار: “كان كرار يوصيني لأشري له منظاراً ليلياً لأنهم بحاجة إليه في نقطتهم البالغ عدد عناصرها (9)، كنت في العاصمة بغداد فذهبت لسوق تباع فيه الأسلحة حتى وجدت المنظار وكرار ينتظرني لأعود إليه بخبر وجوده، أخذت أتصل على الحبيب والشبكة غير متاحة.. بعد انتظار طويل رجعت لبيت أقاربي الذين نزلت عندهم في بغداد ومن ثم إلى بيتنا وأنا بكل تفكيري عنده”.
عند الحضر أصيب كرار في صدره، بعد أن حاصرهم العدو وطلب من الأبطال أن يستسلموا، لكن هيهات، فهنا رجال استمدت عزيمتهم من الكرار ليصولوا صولة علوية تمكن خلالها شهيدنا من قتل ما يقارب السبعة إرهابيين، حتى أصيب في عينه ودمعت معها عيون جميع أحبابه، فكان أن أكرمه الله بالغاً مرتبة الشهادة، ليأتي في المنام مع زوجته طالباً من والدته أن تكف عن البكاء فهو في مقام تغبطه الملائكة عليه.