أدب فتوى الدفاع المقدسة
"السيد حسن.. مزاحٌ ثقيل وصبرٌ أثقل"
2025/02/15
الراوي: صديق الشهيد ذوالفقار مهدي حنوش المكصوصي

للسيد حسن الكثير من المواقف الجهادية والإنسانية، لكن سأروي موقفاً حصل معي يدل على أخلاق السيد التي قلما نجد إنساناً يحملها في وقتنا هذا.. في عام ۲۰۱۰ وفقنا الله لحج بيته الحرام، كنا نذهب كل يوم لزيارة بيت الله الحرام أو المسجد النبوي الشريف ولا نعود إلا ليلاً، لكن السيد كان يبقى لوقت متأخر من الليل منشغلاً بالطواف والعبادة، حيث كان يأتي قبل صلاة الصبح يُصلّي وينام، لذلك كنا حين نستيقظ صباحاً نجد السيد ما زال نائماً، فكنت أحاول إيقاظه للإفطار معنا، لكن طريقة إيقاظي له كانت مزعجة بعض الشيء، فعادة ما أصرخ في أذنه، أو أقوم بسحب الفراش منه وضربه في الوسادة على رأسه، وبرغم كل ذلك لم يبد السيد أي انزعاج، لكنه كان يقول: "هناك إذا تم إيقاظهم بطريقة مزعجة فإن الصداع والدوار يلازمهم طوال اليوم". تقريباً كل يوم كان يقول هذه الكلمات، لكني لم أفكر يومــاً بـأن السيد يقصدني بذلك ولا يريد جرح مشاعري، وعندما علمت بذلك أدركت أن السيد يريد مني أن أترك مزاحي الثقيل معه.
في اليوم التالي كان نائماً فأيقظته بالمسح على رأسه وهمسـت في أذنه "سيدنا اكعد لا أسحلك"، فتبسم السيد من دون أن يفتح عينيه وقال: "إي، هيچ یگعدون البشر مو بالصياح والضرب "، فأدركت أن السيد كان ينزعج جداً ويُصاب بالصداع من طريقتي في المزاح عند إيقاظه من النوم، لكنه لم يرد أن يجرحني ويقولها لي بشكل مباشر. جلست حيناها أتأمل في شخصية هذا الشاب الحسيني الذي لم يفكر بإخباري ما يزعجه خوفاً على مشاعري، ليزداد يقيني بعد شهادته أن الله لا يختار إلا من هم ك(ذو الفقار) أو (السيد حسن) ليكونوا من الشهداء والصدّيقين.
صور من الخبر