أدب فتوى الدفاع المقدسة
علماءُ الحوزة بينَ منابرِ الدرسِ ومتارسِ القتال
2025/02/19

في ذكرى فتوى الدفاع الكفائي.. في ذكرى الفتوى التي حوّلت أوراقَ الفقه إلى خُطى على جبهاتِ النار، نحني الجباهَ أمام أرواحٍ ارتدتْ عباءةَ الجهاد فوقَ عباءةِ الدرس، أبناءُ الحوزةِ الذين ودّعوا مصاحفَهم ليرووا الأرضَ بدمائهم، فصاروا أناشيدَ تُرتَجَلُ في سماءِ العراقِ الوَضيئة.

لم يتردّدوا حين ناداهم صوتُ المرجعيةِ مِنْ أعماق النجف فانطلقوا.. اثنان وسبعونَ عالِمًا في طليعةِ الموكب، حملوا البندقيةَ بيدٍ، والمصحفَ باليدِ الأخرى، يقرأونَ للمُقاتلينَ آياتِ الصبر، ويقرأونَ في عيونِ الأعداءِ سورةَ الهزيمة.
كانوا يكتبونَ "الهوامشَ" على كتبِ الفقهِ بأقلامِ الرصاص، فكتبوا "الهوامشَ" على جسدِ الوطنِ بأقلامِ الدم.
في الموصلَ، تكسّرَتْ أقلامُهم على صدورِ الأعداء، وفي الرمادي، صارَ دمُهم حبرًا يُدوّنُ انتصاراتِ "أبناء الفتوى".
حتى الشهادةُ ارتضَتْهم شُهداءَ، فما سقطوا أرضًا.. بل ارتفعوا كالنجومِ في سماءِ الشهادة.