الشهيد علي العادلي.. بطل تفكيك الموت في الصقلاوية
2025/03/29
لم يكن علي حسين عبد عون العادلي مجرد مقاتل في صفوف الحشد الشعبي، بل كان رمزًا للشجاعة والتفاني، حمل روحه على كفه وسار بثبات نحو الخلود. وُلِد في الديوانية عام 1990، ونال شرف الشهادة في الصقلاوية يوم 25 رمضان 1436 هـ، حيث واجه الموت بابتسامة الواثق، ليخطّ اسمه بين أبطال العراق الذين بذلوا دماءهم في سبيل الوطن.
يروي أحد رفاقه آخر لحظات "عبوري" في ميدان المعركة قائلاً: "دخلنا منطقة الصقلاوية، كنا نعلم أن الجسر والمنطقة تحته مفخخان بالكامل، الحذر كان يحيط بنا من كل جانب، انسحب الجميع من المنطقة إلا هو، كان متلهفًا لدخولها رغم خطورة الموقف. توسّلنا به أن لا يقترب، لكنه أصرّ على الدخول وتفكيك العبوات".
لم يكن هذا التحدي الأول الذي يخوضه، فقد كان خبيرًا في تفكيك الموت، مقدامًا لا يهاب المخاطر. دخل تحت الجسر وشرع بفكّ العبوات المزروعة بإتقان، الواحدة تلو الأخرى، حتى فكك قرابة 100 عبوة ناسفة. وبينما كان ينزع فتائل الموت، أطلق ضحكته المعهودة قائلاً: "هي موتة لو موتين!".
أمّن المنطقة بالكامل، وخرج كعادته ضاحكًا، وكأنّه انتصر على الموت ذاته. لكنه لم يكن يعلم أن القدر كان قد كتب له لقاء الشهادة، فارتقى مع الشهيد القائد أبي منتظر المحمداوي، تاركًا خلفه ذكرى بطولية خالدة، وعنوانًا للشجاعة والتضحية.
هكذا كان "عبوري"، رجلًا لم يعرف التراجع، بل اختار أن يكون صانع الأمان لرفاقه، حتى كانت شهادته وسامًا على صدر العراق، وتاريخًا لا يُنسى في سجل المجاهدين الأبرار.