أدب فتوى الدفاع المقدسة
شهيد الوعي والفتوى
2025/04/06
الخامس من نيسان عام 2015، ارتقى الشيخ المجاهد عبد الجليل نعيم حسن القطيفي شهيدًا في منطقة الفتحة بمحافظة صلاح الدين، راسمًا بدمه الشريف خارطة الفداء على أرض الوطن، بعد أن لبّى نداء المرجعية الدينية العليا إثر صدور فتوى الدفاع الكفائي عام 2014م.
ولد الشيخ القطيفي عام 1968م في محافظة ذي قار، وكان من أوائل من استجابوا للفتوى المباركة، فانطلق بروح مفعمة بالإيمان والولاء مدافعًا عن الأرض والعرض والمقدسات، ساعيًا في جمع التبرعات لدعم المجاهدين والمحتاجين، ومرابطًا في معارك العزّ والكرامة في مناطق سدّ العظيم، المقدادية، تكريت، وغيرها.
لم يكن الشيخ القطيفي مجرد مقاتل يحمل السلاح، بل كان حاملًا لرسالة، ومبلّغًا لقيم الإيمان والوعي، حتى قضى نحبه برصاصة غادرة في رأسه الشريف، ليسقط شهيدًا مبتسمًا، كما وصفه رفاقه، تلك الابتسامة التي نقشت الفجر على ثغر السماء.
وقد ترك الشهيد وصيّةً تنبض بالصدق والبصيرة، قال فيها:
"أوصي زوجتي بالتصبّر والرضا بقضاء الله وقدره... فإن الله يشتري من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة."
"أنا أحب قراءة القرآن لروحي وعلى قبري... وأطلب من أولادي ومن يحبني أن يهدي لي قراءة القرآن."
"الزموا طريق المرجعية فإنه الامتداد الطبيعي للإمامة... وإياكم والأحزاب والتيارات التي لا تصدر عن المرجعية."
"أهم شيء أوصيكم به الوعي، ثم الوعي، والعبادة والطاعة والدعاء."
"أرجو إبراء ذمتي منكم وأودّعكم بقلبٍ ملؤه الأمل برحمة الله ورضوانه وشفاعة النبي وآله."
في ذكراه السنوية، تستعيد ذاكرة الانتصارات هذا المجاهد الطاهر، الذي جعل من حياته دربًا للوعي والإيمان، ومن شهادته شعلةً تضيء الدرب لجيل لا يزال يكتب تاريخه بمداد الشهداء.

الرحمة والخلود لروحه الزكية، والسلام على المضحّين في سبيل الحقّ والكرامة.
صور من الخبر