في الثاني من شهر جمادى الآخرة لعام 1438هـ، جسدت المرجعية الدينية العليا مرة أخرى التزامها الإنساني والشرعي تجاه من قدّموا أرواحهم فداءً للعراق، من خلال زيارة ميدانية قامت بها اللجنة المكلفة من قبلها إلى (12) عائلة من عوائل شهداء الحشد الشعبي والقوات الأمنية البطلة من الجيش والشرطة، في مناطق السيدية وأم المعالف وحي التراث التابعة لمحافظة بغداد.
ورافق اللجنة في زيارتها مندوبو مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية، التي تُعدّ أحد الأذرع الخدمية للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، حيث اطّلع الوفد على أحوال العوائل واحتياجاتها، ونقل إليها سلام ودعاء ومواساة سماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، مؤكدًا أنّ تضحيات أبنائهم الشهداء ستظل موضع فخر واعتزاز.
العوائل المستهدفة بالزيارة استقبلت الوفد بترحيب كبير ومشاعر مفعمة بالاعتزاز، معربين عن عميق شكرهم لهذه اللفتة الأبوية التي تحمل في طياتها معاني الرعاية والتكريم. وقد أجمعت كلماتهم على أن هذه الزيارة شكّلت مصدر دعم روحي ومعنوي متجدد، وأعطتهم المزيد من الصبر والقوة في مواجهة فقدان أحبّتهم.
وفي موقف مؤثر، حمّلت والدة الشهيد السعيد أكرم حسن مراد عودة الفرطوسي وفد اللجنة رسالة وفاء إلى سماحة السيد المرجع، قائلة:
"ولدي كان شجاعاً.. قتل ثلاثة عشر إرهابياً قبل أن ينال وسام الشهادة، وأنا فخورة به لأنه لبّى نداء المرجعية ولم يتأخر عن الدفاع عن العراق وشعبه."
إنّ هذه الزيارات تمثل صلة رحم وطنية وإنسانية بين المرجعية وأبناء الوطن الذين قدّموا فلذات أكبادهم في سبيل حفظ الكرامة والسيادة، وهي تجسيد حيّ لنهج المرجعية الذي يُعلي من شأن الشهادة، ويحتضن عوائل الأبطال الذين سطّروا أروع ملاحم البطولة والفداء.