أدب فتوى الدفاع المقدسة
ولدتك لتكون مجاهدا ... وأنال اجر المجاهدين
2025/05/05
بقلم:- سارة محمد علي - مركز الحوراء زينب – عليها السلام –


هذا ما بدأته ام الشهيد عباس جعفر التي عادت بذاكرتها الى العقد الثامن من القرن العشرين، ففي عام (۱۹۸۱م) وُلد فلذة كبدها، الذي اسماه المرحوم والده (عباس) لينال من اسم أبي الفضل نصيبه الاوفى من الشجاعة، وحظه الامثل من البطولة، فكان كأبي الفضل العباس بطلا مقداماً يذود بنفسه دون الحسين، وشاءت حكمة الله ان يستشهد وله من العمر خمسة وثلاثون عاماً، بعدد سني عمر العباس!
كان قد أسس مع إخوته الأربعة موكباً لهم في مدينة كربلاء الخدمة الزائرين.
ام الشهيد تتحدث بفخر عن ولدها قائلة «لطالما ردد بحسرة (يا ليتنا كنا معكم، يا مولاي)!
فكنت اخفف من حسرته بالقول (انت معه يا بني مادمت تمضي على نهجه)! دو ما كنت اتساءل مع نفسي عن حقيقة قلب السيدة زينب، وكيف صبرت على فقد الأحبة، وهل فعلا أنا زينبية كما أظن ؟! لابد للمواقف ان تثبت ذلك.
والحمد لله ما إن أصدرت المرجعية الدينية العليا فتواها الدفاعية، وقفتُ يداً بيد مع أولادي الثلاثة الذين لبوا النداء، وأملي ان أنال معهم اجر المجاهدين، فها انا ذا اليوم اقف بكل عز وفخر مع ولدي المجاهد أحد أبطال لواء علي الاكبر، بعد ان قدمت ولدي (عباس) شهيداً على مذبح الإسلام.
لست أنسى وصية ولدي الشهيد حينما قال:
امي الحنون... اعلم جيدا ان قلبك الرحوم والعطوف سيؤلمك لفقدك اياي.. ولكن املي ان تكوني قوية كما عهدتك، ولا تهززك العاطفة يوم يأتي جثماني وقد لفه العلم العراقي.
أماه... كوني قدوة لباقي الأمهات... كي يقتدين بك.. انثري الزهور عندما يُشيع جثماني الى جنة الفردوس، وأُزف الى داري في الآخرة الذي أمضيت السنين من عمري وأنا ابنيها، وكلي شوق
لرؤيتها...
أتعلمين يا امي من سأجد هناك واقفا ليستقبلني ودموع الفرح في عينيه ؟!
انه والدي رحمه الله... أراه واقفاً يرفع رأسه في شموخ وفخر لكونه اباً للشهيد....
سیشم رائحة الدماء الزكية على جسدي وعيناه مغرورقتان بالدموع من شدة فرحته....
سامسح دموعه بيدي حتى وان كانت جريحة...
وبعد ذلك أحدثه عنك يا أماه، وما مرت عليك من مصاعب حتى أصبح أولادك رجالاً وآباء....
امي الغالية... لطالما قبلت قدميك شوقاً للجنة..
فأسلك بحق من جعل رضاه من رضاكما..
الدعاء لي بنيل الشهادة، وشم رائحة الجنان...).
ولدي العزيز ...
ها أنا قد نفذت وصيتك وأكملت دورك الجهادي بالثبات والإيمان... نثرت الورود في ذلك العرس الملكوتي كما أوصيت... وقفت قرب جثمانك ورفعت يدي الى السماء وناديت ربي قائلة «اللهم تقبل منا هذا القربان»...
فأنا يا ولدي لم أربك لتكون مجاهدا لوحدك، بل اطمح ان أنال اجر المجاهدين معك..