أدب فتوى الدفاع المقدسة
مآثر من صفحات التاريخ..الشهيد حردان الجبوري
2025/07/02
ترعرع الشهيد (حردان) ونشأ في قرية (المسحك) من قرى بيجي، أكمل الابتدائية ثم انتدبه الزمن في سني عمره الأولى لرعاية أسرته وإعالتها، فأخذ يمارس الأعمال الحرة وبعد السقوط تطوع في الجيش العراقي وتنقل في مواقع مختلفة فاكتسب خبرة جيدة في استخدام الأسلحة بكافة أنواعها، كما عُرف عنه بحسن السيرة في علاقته الأسرية والاجتماعية، فضلاً عن دوره الكبير في إدارة أسرته وأخوته وتحمله المسؤولية مبكراً.

عند دخول تنظيم داعش الإرهابي حوصر مع عدد من المنتسبين وبمشقة شديدة تمكن من الانسحاب مع مجموعة من رفاقه سيراً على الأقدام حتى وصلوا (معمل الأسمدة) شمال بيجي.

لم يخلد حردان الى الراحة، حيث صمم على محاربة داعش ونصب الكمائن لهم، وقد اشتبك معهم في أحد المرات وحرق إحدى سياراتهم وقتل من فيها، في حين لاذ الآخرون بالفرار، وتم الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة منها أحادية عيار(14،5) ملم.

يُذكر أن بعض قطعات اللواء (14) كانت محاصرة في مقر اللواء، فتحرك الشهيد مع أبناء قريته على أثر إستنجاد آمر اللواء العميد (اوراس) بهم وفك الحصار عنهم.

انتفضت قرية (الزوية) القريبة من (المسحك) بوجه الدواعش واستنجدت بأهالي المسحك ليقفوا معهم فهبّ الشهيد (هلال) وهو الاخ الأكبر لحردان وكان معروفاً بالشجاعة والرجولة وإخوته الأربعة ومنهم حردان لنصرتهم وفي هذا الصدد يقول أخوهم الاصغر احمد: قمنا أنا وإخوتي ومعنا الشهيد (حردان) بنصب أحادية على إحدى السيارات المدنية، وحملنا معنا كل ما كان في حوزتنا من العتاد والأسلحة، وذهبنا أنا وإخوتي الأربعة، وحين وصلنا قمنا بتوزيع ما في حوزتنا من الاعتدة والأسلحة، وصمدنا حتى منتصف الليل وجرت بيننا وبين الدواعش اشتباكات عنيفة استشهد على إثرها اخينا الأكبر (هلال) وبعد ذلك رجعنا إلى قريتنا .

بعد هذه المعركة بيومين جاء الدواعش الى قريتنا يبحثون عنا فهربنا أنا وإخوتي إلى جبال مكحول وسكنّا في أماكن مرتفعة، ولخصوصية هذه الأماكن بدأ التعاون بيننا وبين القوات الأمنية حيث كنّا نزودهم بتحركات الدواعش.

ومن المواقف المتميزة للشهيد حردان مساهمته في تحرير جبال مكحول حيث كان متحصناً في كهوفها وعندما إنطلقت عمليات تحرير مصفى بيجي ومن ثم جبال مكحول واقتربت القوات من الجبل خرج اليهم وكان ينتظرهم على أحرّ من الجمر والتحق بهم وأرشدهم الى الطّرق والمسالك الأمينة التي يلزم عليهم سلوكها لمحاصرة الدواعش بإعتباره خبيراً بالمنطقة ومسالكها خصوصاً وإنه قد مضى عليه أكثر من سنة وهو يعيش في كهوف جبال مكحول, تم الإلتفاف وتكبيد العدو خسائر كبيرة وتحرير القسم الأكبر من الجبل دون تقديم أي خسائر, وكانت القوة التي التحق بها الشهيد هي (قوات اللواء العاشر/ فوج الشهيد سالم البخيتاوي) وأستمر (حردان) معهم بنشاط عجيب وفرح كبير وفي إحدى المواجهات مع العدو تقدم أمام قوات الحشد وبينما هو كذلك أصابته إطلاقة قناص في رأسه فخرّ شهيداً في الحال ليختم حياته بأحسن ختام وهي- الشهادة- مضرجاً بدمه مدافعاً عن وطنه وعرضه.

ونُقل جثمانه الطاهر ليوارى الثرى في تكريت، ولكن كيف يمكن أن تغيب عن الأذهان تلك البطولات واولئك المقاومين الافذاذ الذين رفضوا الذل والهوان، ليصيروا مناراً يقتدي به الأحرار الى الأبد.

الشهيد حردان محمد الجبوري
الولادة: صلاح الدين - بيجي - 1985م
التشكيل: الواء العاشر
مكان و تاريخ الاستشهاد: 2015 - 10 - 17
جبال مكحول

__________________________________________________________________________
المصدر: موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، الجزء 57، ص35-ص36