أدب فتوى الدفاع المقدسة
مآثر من صفحات التاريخ " سيرة مجاهد" الشهيد المجاهد حسنين الكناني
2025/07/10
الاسم: الشهيد حسنين صفاء عباس الكناني
المواليد: 1992/1/1
محل الولادة:بغداد
تاريخ الاستشهاد: 2015/5/22
مكان الاستشهاد: النباعي

- سيرة الشهيد

يقول والد الشهيد الحاج صفاء: إن الشهيد حينما كان جنينا في بطن أمه في الشهر الأخير سَمعتْ أمه صوتاً يقول لها: «أنتِ أم قنبر»، فجاءتْ تسأل ماذا يعني قنبر؟ فقلت لها: «إن قنبر هو خادم أمير المؤمنين الامام علي× «هكذا ليكون حسنين خادماً لآل البيت^ وفداءً لهم ومن عائلة مؤمنة بالخط الجهادي نشأ فيها النشئة الإسلامية الحقة.

كان الشهيد مثابراً وجاداً وهادئاً سمحاً غيوراً محبوباً من قبل الجميع باراً بوالديه شجاعاً مواظباً على الخدمة في المواكب الحسينية وإحياء الشعائر وكان يعمل في كل شهر رمضان على تنبيه الناس عند الفجر للسحور فتعلق الناس به كثيراً.

رغم صغر سنه كان في أيام المقاومة الاحتلال الأمريكي يجنح ويميل الى العمل العسكري الجهادي وخوض غمار الحرب مواصلاً عمله الثوري الذي كان في السر ولا يظهر ذلك عليه لطبعه الهادئ واستمر في جهاده حتى خروج المحتل ولمّا تعرض الوطن الى الغزو الداعشي هبّ للدفاع عن بلده استجابة لنداء المرجعية ولكن والدته التي كانت تحبّه حباً خاصاً وقفت بوجهه، فقال لها: (امّاه ان لم اذهب انا، ولم يذهب غيري فمن سيذهب إذاً حتى نرى العصابات الإجرامية في ديارنا)

ذهب الشهيد الى أحد أقاربه الذي يعمل كمسؤول في أحدى تشكيلات الحشد طالباً منه ان يذهب معهم الى الجهاد إلا إنه رفض ذلك مراراً وتكراراً متذرعاً بإن وضع والده غير جيد من الناحية الصحية والمعاشية ولما أستيأس المجاهد الشهيد من قبوله للانضمام بسب هذا العذر لجأ الى أقناع والده وذهبا سوية الى ذلك المسؤول وهو مستبشر وقال والده للمسؤول الذي هو من أحد أقاربه قائلاً: (ان ولدي هذا قد نذرته هدية وفداءً لسيد الشهداء الإمام الحسين× فأرجو منك أن تقبله مجاهداً في سبيل الله حتى ينال الشهادة) قال ذلك وهو كله ذوبان في حب الامام الحسين× حتى شيّع ولده شهيداً بكل فخر واعتزاز.

يذكر أحد المجاهدين الذين كانوا معه في أيام الجهاد: كنا نعيش سوية في معسكرات الجهاد وكان الشهيد حسنين معناً في أيام الجهاد ضد العدو الداعشي وكان معناً مبلغين جهاديين دائماً يعلموناً مبدأ تطبيق الأخلاق عملياً وذات يوم تكلم المرشد عن نموذج حقيقي راه يطبق الأخلاق عملياً أمام عينيه فقال لنا المبلغ: والله إني من خلال وجودي بينكم رأيت هذا الشاب (حسنين) يسبقكم الى الخدمة ويبادر الى كل عمل متعب قبل الأخرين وأراه دائماً يؤثر على نفسه ويساعد إخوانه المجاهدين ويقضي حوائجهم فدار في قلبي شيء توقعت إنه يسبقنا الى الشهادة وأخر موقف رأيته فيه في أحد الاشتباكات الشديدة والخطرة جداً مع العدو في منطقة الفارسية في جرف النصر, رأيت الشهيد بكل ثبات وثقة متحرك تحت نار الاعداء لينقل الذخيرة الى المجاهدين فكان الوحيد الذي يتحرك في ساحة الحرب كانّه ملك صالح وكله ثبات وثقة وكأنه يعرف متى يستشهد وينال الدرجة العالية وهذه من سيماء الشهادة.

رجع حسنين من المعركة التي كانت تخاض في النباعي الى البيت لأخذ بعض الأسلحة والمؤن للمجاهدين قبل شهادته بساعات وكان كل ما فعله قبل مغادرته أن ذهب الى كل أصحابه وودعهم وطلب منهم إبراء الذمة ومر على أهل المحال والاسواق الذي كان يتردد اليهم في حياته وسدد بعض الديون التي كانت بذمته ثم ودع أهله وطلب من أهله إبراء الذمة أيضاً, وهذا على غير عادته فأكد الموضوع وعانق أحبائه وأرحامه وتوجه ليلاً الى الواجب وكانت مهمته في تلك المعركة التسلل خلف خطوط العدو وجلب المعلومات عن تحركاته والقيام بتوجيه ضربات موجعة لهم وكان متميزاً في اختصاصه العسكري على سلاح الأر بي جي ضمن العمليات الخاصة في الحشد الشعبي وعرف في صولات عديدة من خلال دقة اصابته للأهداف والسرعة في معالجتها مردداً نشيد الإباء «يا زهراء… يازهراءإنه هدية الى الامام الحسين (علية لسلام) وشفيع لنا أن شاء الله).
صور من الخبر